ترامب يوقع أمراً تنفيذياً «مرناً» لإقرار الرسوم الجمركية

بعد اجتماع مع مسؤولين وعمال في صناعة المعادن بالولايات المتحدة، وقع الرئيس دونالد ترامب رسمياً أمراً تنفيذياً يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على واردات أميركا من الصلب وبنسبة 10 في المئة على واردات الألمنيوم.

وقبل التوقيع، أكد البيت الأبيض أن جميع دول العالم مدعوة إلى التفاوض بشأن هذه الرسوم الجمركية. واعتمد ترامب على قانون، استخدم آخر مرة أوائل التسعينيات، بتجاوز الكونغرس لفرض رسوم جمركية جديدة.

وأكد أن هذا الأمر التنفيذي مرن في إقرار رسوم جمركية بناء على كل شريك تجاري للولايات المتحدة على حدة، إذ يمكن خفض أو رفع النسب المشار إليها أو إلغاؤها.

وأوضح أن من المحتمل إعفاء المكسيك وكندا من الرسوم الجمركية المشار إليها حال إعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة في أميركا الشمالية «نافتا» بالشكل الذي يرضيه.

وأضاف ترامب أن من الممكن إعفاء أستراليا من هذه الرسوم المرتقبة، واصفا إياها بـ»الدولة العظيمة والشريك التجاري على المدى الطويل».

وأشار إلى أن الرسوم الجمركية على واردات الصلب ستبدأ من 25 في المئة بينما ستبدأ من 10 في المئة على واردات الألمنيوم، وربما يتم تعديلها لبعض الدول سواء بالخفض أو الرفع أو الإعفاء.

وعلق ترامب: «سنكون عادلين ومرنين جداً، لكننا سنحمي العامل الأميركي كما تعهدت خلال حملتي الانتخابية».

وأعرب العديد من العمال الحضور في البيت الأبيض عن امتنانهم لقرار ترامب، مشددين على أنه سينقذ الصناعة عموماً.

ومن المتوقع عقد اجتماع بين ترامب ومسؤولين وعمال في صناعة المعادن بالولايات المتحدة لمناقشة الرسوم الجمركية والإجراءات التجارية.

وكانت وكالة أسوشييتد برس للأنباء، أفادت بأن كل الدول، التي تتأثر بالرسوم الجمركية الأميركية المقترحة على واردات الصلب والألمنيوم مدعوة إلى التفاوض على استثناءات من تلك الإجراءات، التي سيبدأ سريانها في غضون 15 يوماً بعد أن يوقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإعلان.

وأضافت الوكالة، نقلاً عن مصادر مطلعة على الخطط أن الدول ستحصل على إعفاء من الرسوم الجمركية إذا تمكنت من معالجة التهديد الذي تشكله صادراتها إلى الولايات المتحدة.

وعقب التوقيع ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال التداولات، إذ أبدى مستثمرون تفاؤلاً بشأن المرونة في تطبيق القرار وإمكانية إعفاء شركاء تجاريين للولايات المتحدة من هذه التعريفة.

وارتفع «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.4 في المئة أو 94 نقطة إلى 24895 نقطة، كما ارتفع «ناسداك» بنسبة 0.4 في المئة أو 31 نقطة إلى 7428 نقطة، في حين ارتفع «S&P» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.4 في المئة أو 12 نقطة إلى 2739 نقطة.

وعلى صعيد التداولات، تراجع سهم «ألكوا» (AA.N) للألمنيوم بحوالي 1 في المئة إلى 47.4 دولاراً رغم إعلان ترامب عن رسوم بنسبة 10 في المئة على واردات أميركا من المعدن.

من جانبه، استقر أداء مؤشر الدولار خلال تعاملات أمس، مع ترقب المستثمرين تقرير الوظائف الأميركي الشهري، بينما ارتفع الدولار مقابل الين في ظل تفاؤل حول الأزمة النووية الكورية الشمالية بعد موافقة الرئيس ترامب على لقاء زعيم كوريا.

واستقر مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من عملات رئيسية - عند 90.17. كما استقر اليورو عند 1.2309 دولار، وأيضاً استقر أداء الإسترليني عند 1.3810 دولار، وارتفعت العملة الأميركية 0.49 في المئة إلى 106.75 ينات.

وفي الأسواق الأوروبية، ارتفع مؤشر «ستوكس يوروب 600» القياسي بنسبة 1 في المئة أو أربع نقاط إلى 376 نقطة.

وصعد مؤشر «فوتسي» البريطاني + 45 نقطة إلى 7203 نقاط، وارتفع مؤشر «داكس» الألماني بنحو + 110 نقاط إلى 12355 نقطة، فيما ارتفع المؤشر الفرنسي «كاك» + 66 نقطة إلى 5254 نقطة.

لكن تلك المؤشرات استهلت جلسة أمس على انخفاض، إذ انخفض مؤشر «ستوكس يوروب 600» هامشياً إلى 376 نقطة، كما تراجع «فوتسي» البريطاني 0.1 في المئة عند 7196 نقطة، وهبط «داكس» الألماني 0.14 في المئة إلى 12338 نقطة، وتراجع «كاك» الفرنسي 0.1 في المئة إلى 5248 نقطة. وفي آسيا، ارتفعت الأسهم اليابانية بعد أنباء عن موافقة الرئيس الأميركي على لقاء زعيم كوريا الشمالية، فضلاً عن إبقاء بنك اليابان على سياسة دون تغيير كما لم يقدم أي إشارات إلى موعد أو الكيفية التي ربما يلحق بها بالبنوك المركزية الكبري الأخرى في تقليص تدابيره التحفيزية.

وعند الإغلاق، ارتفع مؤشر «نيكي» 0.47 في المئة عند 21469 نقطة، كما صعد مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.3 في المئة إلى 1715 نقطة.

وصوت المركزي الياباني على الإبقاء على مستهدف عائدات السندات الحكومية لأجل عشر سنوات قرب الصفر، ومعدل الفائدة على الوداع قصيرة الأجل عند -0.1 في المئة، كما التزم البنك بتعهده شراء سندات حكومية بمعدل سنوي يبلغ 80 تريليون ين (750 مليار دولار).

أيضاً، ارتفعت الأسهم الصينية خلال تعاملات أمس، بعد موافقة الرئيس ترامب على لقاء زعيم كوريا الشمالية «كيم يونغ أون»، وتقييم المستثمرين لأثر التوقيع على قرار فرض الولايات المتحدة رسوم على واردات الصلب والألمنيوم.

وأغلق مؤشر «شنغهاي» المركب مرتفعاً 0.58 في المئة عند 3307 نقاط، كما أضاف مؤشر شنتشن المركب 1.56 في المئة لينهي التعاملات عند 1885 نقطة.

وكشفت بيانات صدرت أمس، ارتفاع التضخم في أسعار المستهلكين في الصين لأعلى مستوياته في أكثر من أربع سنوات، إذ ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 2.9 في المئة خلال فبراير على أساس سنوي، وصعد مؤشر أسعار المنتجين 3.7 في المئة.

كما صعدت أسهم هونغ كونغ أيضاً بدعم من تفاؤل بشأن القمة الأولى من نوعها المقرر عقدها بين ترامب والزعيم الكوري، إذ أغلق مؤشر «هانغ سنغ» مرتفعاً 0.85 في المئة عند 30914 نقطة.

من جانبها، واصلت أسعار الذهب خسائرها للجلسة الثالثة على التوالي أمس، مع ارتفاع الدولار مقابل الين، وسط آمال بانحسار التوترات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وقبيل نشر بيانات الوظائف في القطاعات الأميركية غير الزراعية.

وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 1318.06 دولاراً للأوقية (الأونصة)، واتجه إلى تسجيل ثالث تراجع أسبوعي بينما انخفض المعدن الأصفر في العقود الأميركية الآجلة للتسليم في أبريل نيسان 0.2 في المئة إلى 1319 دولاراً للأوقية.