وسط ترقب لمعارك دامية في الشمال السوري، وصل الجيش التركي وفصائل الجيش الحر أمس، إلى حدود مركز مدينة عفرين شمال محافظة حلب، إثر تمكنها من السيطرة على قريتي مالكية وشوارعة الجوز.

وفي كلمة بثها التلفزيون التركي، أكد الرئيس رجب طيب إردوغان، أن القوات التركية تحاصر عفرين، ودخولها وسط المدينة أصبح وشيكاً لتحقق بذلك الهدف الرئيسي من عمليتها في المنطقة.

Ad

وشدد إردوغان على أن القوات "ستطهر الشمال السوري من الجماعات الإرهابية حتى الحدود مع العراق" بعد تنفيذ العمليتين ضد المسلحين في كل من منطقتي عفرين ومنبج.

وبحسب وكالة «الأناضول»، فإن مجموعة جديدة من القوات الخاصة التركية توجهت من ولاية هطاي لتعزيز الوحدات المنتشرة على الحدود مع سورية.

وفي إطار عملية «غصن الزيتون»، بسط الجيش التركي سيطرته قرية حلوبي كبير وبلبل وراجو وشيخ حديد والمالكية وشران، التي تضم سد «17 نيسان»، مصدر عفرين الوحيد من المياه والكهرباء. وبسيطرته على جنديريس لم يتبق من البلدات الكبرى سوى معبطلي تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.

في المقابل، وصلت قوافل عسكرية ضخمة من قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً من محافظة دير الزور إلى منطقة عفرين شمال غرب البلاد للتصدي لعملية «غصن الزيتون»، وفق مراسل شبكة «روسيا اليوم»، الذي أشار إلى أن التعزيزات الكردية دخلت المدينة برقفة سيارتين أميركيتين.

20 قاعدة

وبعد مرور يومين على إعلان المتحدث باسم «قسد» أبو عمر الإدلبي نقل ما لا يقل عن 1700 مقاتل من الخطوط الأمامية في مواجهة تنظيم «داعش» في الرقة ودير الزور والحسكة إلى عفرين للمساعدة، استغرب الرئيس التركي، أمس الأول حشد الولايات المتحدة كميات ضخمة من الأسلحة في الشمال السوري، متسائلاً: «ما دمتم تقولون أنكم طهّرتم المنطقة من داعش، هل تحشدون هذه الأسلحة كي تستخدموها ضدّنا؟».

وأكد إردوغان، خلال مشاركته في فعالية اليوم العالمي للمرأة، أنّ الولايات المتحدة أسست في الشمال السوري 20 قاعدة، وأرسلت إلى تلك المنطقة أسلحة وذخائر كثيرة عبر 5 آلاف شاحنة وألفي طائرة شحن.

في هذه الأثناء، انتهت أمس محادثات اللجنة الفنية بين مسؤولين أميركيين وأتراك، التي تناولت عملية عفرين، بحسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت، التي أوضحت أن هذه اللجنة هي إحدى ثلاث تشكلت بين تركيا والولايات المتحدة، وبدأت مشاوراتها، أمس، في واشنطن.

ولفتت ناورت أن الوفد الأميركي المؤلف من 20 شخصاً، يرأسه جوناثان كوهين، مستشار وزارة الخارجية الأميركية المسؤول عن شؤون أوروبا وآسيا، وأنهم يخططون لإصدار بيان مكتوب عقب انتهاء اللقاءات.

هدوء وضربات

إلى ذلك، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان​ استئناف النظام غاراته الجوية على ​الغوطة الشرقية​ بعد هدوء لساعات للمرّة الأولى منذ 10 أيام، موضحاً أن ذلك جاء تزامناً مع دخول قافلة المساعدات المشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري.

وحذر الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية علي الزعتري من أن القافلة المؤلفة من 13 شاحنة «معرضة للخطر» جراء تجدد القصف على المنطقة رغم «ضمانات» قدمتها الأطراف المعنية وبينها روسيا.

وقف القتال

وتعرضت أطراف مدينة دوما لخمس غارات على الأقل وفق المرصد السوري بعد وقت قصير من دخول قافلة المساعدات الى الغوطة الشرقية.

وتشن قوات النظام منذ 18 فبراير حملة عنيفة على آخر معاقل المعارضة بريف دمشق، تسببت بمقتل أكثر من 940 مدنياً بينهم نحو مئتي طفل، وفق آخر حصيلة للمرصد. وباتت تسيطر على أكثر من نصف مساحة الغوطة وتوشك على فصلها الى جزأين.

وخلال أقل من أسبوعين استعاد النظام جميع الأراضي الزراعية تقريباً في الغوطة تحت غطاء من ضربات جوية وقصف لم يتوقفا تقريباً، وباتت المعارضة لا تسيطر الآن سوى على مجموعة بلدات تشكل نحو نصف الجيب.

بدورها، أكدت منظمة الصحة العالمية أمس، أنها تحققت من نحو 67 هجوماً على منشآت صحية وعاملين في المجال الطبي في سورية في يناير وفبراير، مما يعادل نصف الهجمات خلال العام الماضي بأكمله، ووصفت تلك الهجمات بأنها «غير مقبولة».

وأوضح المتحدث باسم منظمة الصحة كريستيان ليندماير، في إفادة صحفية بجنيف، أن 39 هجوماً استهدف منشآت صحية وسيارات إسعاف ومستودعات في فبراير، 28 منها في الغوطة الشرقية و10 في إدلب وهجوم في حمص.

وأشارت المتحدثة باسم الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة ليندا توم إلى أن القتال في الغوطة دفع كل سكان بلدات مسرابا وحمورية ومديرة إلى الفرار وعددهم إجمالاً 50 ألف شخص في ديسمبر، موضحة أنهم فروا إلى مناطق أخرى ليست تحت سيطرة الحكومة.