دخلت مصر، أمس، أجواء الانتخابات الرئاسية التي تنطلق الجمعة المقبل بتصويت المصريين بالخارج لمدة ثلاثة أيام، لاختيار رئيس مصر المقبل لأربع سنوات، بين مرشحين اثنين، هما الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يسعى للحصول على فترة رئاسية ثانية (2018-2022) عبر فوز سهل ومتوقع على منافسه الوحيد رئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى، بينما كثفت عدة أحزاب مصرية من فعاليات الحشد خلف السيسي في انتخابات يبدو أن عزوف المصريين سيكون بطلها الأول.

اللجنة الوطنية للانتخابات تسابق الزمن بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية للانتهاء من استعدادات استقبال الناخبين، معلنة أن عملية الانتخابات التي تجرى أيام الجمعة والسبت والأحد المقبلة (16 و17 و18 مارس الجاري)، ستجرى في 139 لجنة بالخارج موزعة على 123 دولة، وأن هناك 19 لجنة موزعة على 19 دولة عربية، بواقع لجنتين في ثلاث دول هي السعودية والإمارات والأردن، وذلك نظرا لكثافة المصريين بها، في حين تم إلغاء التصويت في 5 دول عربية لدواع أمنية، وهي: سورية واليمن وليبيا والصومال وجزر القمر.

Ad

على الأرض، كثفت الأحزاب المصرية من تحركاتها للحشد خلف الرئيس، إذ ينظم حزب "الوفد" أعرق الأحزاب الليبرالية، مؤتمرا جماهيريا اليوم بالقاهرة، لدعم وتأييد السيسي في الانتخابات الرئاسية التي تجرى داخل مصر أيام 26 و27 و28 مارس الجاري، وكان الحزب نظم مؤتمراً في مقره الرئيسي بالجيزة، مساء أمس الأول، شدد خلاله رئيس الحزب، السيد البدوي، على أن تأييد السيسي لفترة رئاسية ثانية يأتي تقديرا لدوره "كقائد حمى الوطن من الانهيار والتفكك"، داعياً المصريين للمشاركة بفعالية في الانتخابات.

وبينما جهز "الوفد" وسائل نقل مجانية لنقل الناخبين إلى أماكن الاقتراع لحثهم على المشاركة، قال سكرتير حزب "الوفد"، بهاء أبوشقة، إن حزبه يؤيد تماما السيسي، لذا تم تكليف مقرات الحزب بالمحافظات لدعمه في الانتخابات والحشد له، متحدثاً عن ضرورة الاصطفاف حول هدف واحد هو المشاركة بفاعلية في الانتخابات لمواجهة "حروب الجيل الرابع التي تحيط بنا".

وفي حين أعلن حزب "مستقبل وطن" تنظيم سلسلة من المؤتمرات لحث المواطنين على المشاركة، قال نائب رئيس حزب "حماة وطن"، اللواء محمد الغباشي، لـ"الجريدة"، إنه لا خوف من عزوف المصريين، لأن الرهان على وعي الشعب وإيمانهم بأن السيسي يعمل للصالح العام وتحقيق استقرار المجتمع المصري في ظل ظروف صعبة.

وأضاف الغباشي: "الحزب يعمل على تنظيم مؤتمرات لدعم الرئيس السيسي في مختلف المحافظات، كان آخرها المؤتمر الذي عقد في محافظة المنوفية الخميس الماضي"، مشددا على أن الحزب سيواصل حملاته الداعية لإقناع الناخبين بالمشاركة بقوة والنزول للتصويت في الانتخابات المقبلة.

في المقابل، قال المتحدث باسم حملة المرشح الرئاسي موسى مصطفى موسى، عادل عصمت لـ"الجريدة"، إن الحملة تنظم مسيرة حاشدة لمرشحها في تمام الساعة 3 عصرا، اليوم السبت، على أن تنطلق المسيرة من أمام مقر حزب "الغد" بوسط القاهرة، وأشار إلى أن المسيرة ستضم أعضاء الحزب وأنصار المرشح الرئاسي فضلا عن الراغبين من المواطنين، داعيا المصريين للمشاركة في الانتخابات بكل قوة.

عزوف متوقع

وحول أسباب عزوف المصريين عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي، سعيد صادق، لـ"الجريدة": "الأزمة أن الجميع يدرك أن المرشح الخصم للرئيس السيسي لا يشكل خطرا على الأخير، ففوز السيسي بالانتخابات من الجولة الأولى شبه مضمون، لذا جاءت أجواء الانتخابات الرئاسية فاترة وغير قادرة على جذب اهتمام المواطن البسيط الذي يرى أن الموضوع محسوم لصالح السيسي، ومن هنا جاء العزوف الذي يتوقع أن تشهده الانتخابات في ظل الاهتمام بالحملات الدعائية للمرشحين".

تصويت ملك

في السياق، قال العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، في حوار أجرته معه صحيفة الأهرام ونشرته أمس: "لو كان لي صوت انتخابي لأعطيته السيسي، فمصر في ظل حكمه في أمان واستقرار، والإنجازات مشهود لها، وقد حضرت وشاهدت على أرض الواقع افتتاح قناة السويس الجديدة، التي تمثل أهمية قصوى في نهضة الاقتصاد المصري"، مشددا على ثقته في قدرة مصر على تطهير سيناء من الإرهاب.

صلاة ودعم

في غضون ذلك، أدى الرئيس صلاة الجمعة أمس، في مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس شرقي القاهرة، بالتوازي مع ذكرى يوم الشهيد، الذي تحتفل به مصر سنويا في ذكرى استشهاد رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق عبد المنعم رياض 9 مارس 1969 خلال حرب الاستنزاف مع العدو الإسرائيلي، وحضر الصلاة وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي وقادة الجيش، ووزير الداخلية مجدي عبدالغفار، وشيخ الأزهر أحمد الطيب.

والتقى السيسي كلاً من وزيري الدفاع والداخلية وقادة القوات المسلحة عقب أداء صلاة الجمعة، وتناول اللقاء تطورات الأوضاع على الصعيدين الداخلي والخارجي، والجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب في إطار العملية الشاملة "سيناء 2018"، الجارية حاليا في شبه الجزيرة المصرية، وأشاد الرئيس بما تبذله قوات الجيش والشرطة من جهد مقدس لحماية الوطن والمواطنين.

أمنيا، أفرج قطاع مصلحة السجون عن 645 سجينا، بالعفو والإفراج الشرطي، وذلك تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية بشأن العفو عن باقي مدة العقوبة بالنسبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة وذكرى ثورة يناير.