تعتزم السعودية شراء 48 طائرة مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون" في صفقة بقيمة مليارات الدولارات، وفق إعلان صدر الجمعة في ختام زيارة قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لثلاثة أيام إلى بريطانيا.

وتم ذلك بموجب بروتوكول اتفاق وقعته بريطانيا والسعودية وكشفت عنه مجموعة الصناعات الجوية والدفاعية البريطانية "بي إيه إي سيستمز" في بيان.

Ad

واعتبرت الشركة التي تنتمي إلى كونسورسيوم "يوروفايتر" الأوروبي مع إيرباص والإيطالية فينميكانيكا، أن بروتوكول الاتفاق يشكل "مرحلة إيجابية" نحو إنجاز العقد مع السعوديين، مؤكدة عزمها "دعم تحديث القوات المسلحة" في المملكة.

ووقع الاتفاق بعد محادثات كانت جارية بين البلدين ما يؤكد اهتمام السعودية بهذه الطائرات.

وسبق أن تلقت السعودية 72 طائرة من هذا الطراز طلبتها قبل عشر سنوات.

وفي حال تم توقيع اتفاق نهائي، فستشكل الصفقة مكسبا لبرنامج يوروفايتر في حين لا تزال المحادثات جارية مع قطر لشراء 24 طائرة بقيمة 8 مليارات دولار.

وطائرة يوروفايتر التي صممت بالأساس لتكون مطاردة، تعاني أحيانا من قدرات ادنى من منافساتها كالقاذفات، في وقت تبدي هيئات الأركان في العالم اهتماما خاصا بالطائرات المتعددة الوظائف.

ومع تباطؤ إنتاج طائرات يوروفايتر، اضطرت مجموعة الصناعات الجوية والدفاعية البريطانية في أكتوبر الماضي إلى الإعلان عن إلغاء 1400 وظيفة في فرع صناعة الطائرات.

يوظف برنامج يوروفايتر أكثر من مئة ألف شخص في مجمل سلسلة الإنتاج، وبصورة أساسية في أوروبا، بينهم 40 ألفا في بريطانيا حيث توظف المجموعة في الوقت الحاضر خمسة آلاف شخص مباشرة لصنع هذه الطائرة.

ويتم تصنيع هذه الطائرة التي أطلقت عام 2003 وتلقت المجموعة حتى الآن طلبيات على حوالى 600 منها من ثمانية بلدان، في إطار برنامج وضعته أربعة بلدان هي بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.

وكانت صادرات هذه الطائرة المنافسة لطائرات رافال من إنتاج مجموعة "داسو" الفرنسية، متواضعة نسبيا حتى الآن إذ لم تطلبها سوى أربع دول هي النمسا والسعودية والكويت وعمان، فضلا عن الدول الأربع المشاركة في المشروع.

ويشكل الاتفاق نقطة محورية في زيارة ولي العهد السعودي الذي استضافته الملكة إليزابيث الثانية الأربعاء حول مائدة غداء في قصر باكنغهام، كما التقى رئيسة الوزراء تيريزا ماي وأجرى مباحثات الخميس مع أسقف كانتربري، رأس الكنيسة الأنغليكانية.

وتسعى لندن للاستفادة اقتصاديا من الإصلاحات التي باشرها الامير محمد بن سلمان في سياق خطته "رؤية 2030" الرامية إلى تنويع الاقتصاد السعودي والحد من ارتهانه للنفط.

كما يأمل حي المال والأعمال وخصوصا بورصة لندن في أن يتم اختياره لطرح جزء من اسهم مجموعة أرامكو النفطية السعودية العملاقة في البورصة، في عملية مقررة اعتبارا من النصف الثاني من 2018.

وقال البلدان خلال الزيارة أنهما يهدفان لتحقيق مبادلات تجارية واستثمارات بقيمة تقارب 65 مليار جنيه استرليني (73 مليار يورو) "خلال السنوات المقبلة" في مجالات متنوعة تمتد من الخدمات المالية إلى الطاقة والدفاع مرورا بالتربية.