أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المتوقع فوزه بولاية رابعة في الانتخابات المرتقبة، أنه لا يخطط لإجراء تعديل دستوري يسمح له بالبقاء في الكرملين إلى ما بعد 2024.

وردا على سؤال لشبكة "إن بي سي" التلفزيونية الأميركية، عما اذا كان سيحذو حذو الرئيس الصيني شي جينبينغ، الذي يسعى لرئاسة مدى الحياة، أكد بوتين أنه ليس لديه مثل تلك النوايا.

Ad

وقال بوتين، في المقابلة التي نشر الكرملين محتواها أمس، "لم أغير الدستور قط، لم أفعل ذلك ليتوافق معي، وليس لدي أي مخططات للقيام بذلك اليوم".

ورفض تلميحات عن عدم تخليه عن السلطة، لأن ذلك سيعرضه للخطر قائلا إنه سمع "الكثير من الهذيان حول الموضوع"، متسائلا: "لماذا تظنون أنه من بعدي سيتولى السلطة في روسيا بالضرورة أشخاص مستعدون لتدمير كل ما فعلته في السنوات الماضية؟".

وأشار إلى انه يفكر منذ 2000 في خلفه المحتمل، مشددا على أن "التفكير لا يؤذي، لكن القرار في نهاية الأمر هو للشعب الروسي".

وينافس بوتين في الانتخابات 7 مرشحين، لا يشملون المعارض الرئيسي له اليكسي نافالين الممنوع من الترشح بسبب إدانة قضائية يقول مؤيدوه إنها عقاب له على الترشح بوجه الرجل القوي.

ورفض بوتين تأكيد ما إذا كان سيمنح نافالني عفوا، وقال: "يمكن منح عفو لأي شخص إذا كان يستحق ذلك".

وأشار الرئيس الروسي، الذي لم يناد أبدا نافالني بالاسم علنا، إلى السياسي البالغ 41 عاما بـ"بعض القوى السياسية"، وقال: "ما الذي يعجبني في المبدأ؟ يعجبني انهم يعرضون مشكلات وهذا جيد، فعلا هذا الشيء الصحيح".

وأضاف: "هذا غير كاف للتطور الإيجابي للبلاد، غير كاف على الإطلاق، لأن تركيز الانتباه على المشكلات ليس غير كاف فحسب، بل خطير لأنه يمكن ان يؤدي إلى دمار معين ونحن بحاجة للإبداع".

ويتهم المنتقدون بوتين، الذي انتخب رئيسا للمرة الأولى في 2000، ويسعى لولاية رابعة في انتخابات 18 مارس، بإخفاء نوايا للبقاء في السلطة لفترة غير محددة.

وكثيرا ما تباهى بوتين باحترام الدستور، الذي يمنعه من أن يشغل الرئاسة أكثر من ولايتين متتاليتين.

وفي 2008 تولى بوتين رئاسة الحكومة، لكنه بقي ممسكا بالسلطة، بينما تولى ديمتري ميدفيديف، المقرب منه، الرئاسة حتى 2012، عندما عاد بوتين إلى الكرملين في مواجهة احتجاجات معارضة كبيرة.

الى ذلك، قال بوتين في مقابلة أجرتها معه الصحافية الأميركية ميغين كيلي من قناة "NBC"، ردا على سؤال بخصوص أهمية أن يخلق رئيس دولة انطباعا القوة: "الأهم ليس خلق انطباع القوة، بل امتلاكها في الواقع، ومن المهم ما نقصده بهذه الكلمة، لأن القوة ليست في الضرب على المكتب أو الصراخ".

وتابع الرئيس الروسي: "أعتقد أن لدى القوة عدة أبعاد، أولا ينبغي أن يكون الشخص (القوي) مقتنعا بمصداقية ما يفعله، وثانيا يجب عليه أن يكون جاهزا لإكمال مسيرته، بغية تحقيق الأهداف التي يطرحها أمام نفسه".