في مواجهة العزوف المتوقع من غالبية المصريين للانتخابات الرئاسية المقررة أيام 26 و27 و28 الجاري، بسبب ضعف التنافس، دعا المرشح الرئاسي، رئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى، المنافس الوحيد للرئيس عبدالفتاح السيسي، المصريين جميعا إلى النزول والمشاركة في الانتخابات، متوقعا أن يشارك نحو 30 مليون مصري في الاقتراع، وهو رقم يبدو شديد التفاؤل، خاصة أن المصريين على يقين بأن الرئيس السيسي سيحسم التنافس بسهولة أمام منافسه شبه المجهول لمعظمهم.

وعرفت حملة موسى نشاطا مكثفا خلال ساعات أمس، إذ عقدت الحملة مؤتمرا صحافيا في مقر حزب «الغد» بوسط القاهرة ظهر أمس، قبل أن تقوم بمسيرة لتأييد المرشح، الذي قال في كلمته بالمؤتمر إنه فخور بقرار ترشحه الذي جاء بباعث وطني خالص، مطالبا المصريين بالنزول والمشاركة في الانتخابات الرئاسية بكثافة، متوقعا ألا يقل عدد المشاركين عن 30 مليون مصري، وأضاف: «مصر تتعرض لهجوم من دول وجماعات إرهابية، وعلى رأسها الإخوان، استهدافا للانتخابات، وسعيا لإفسادها».

Ad

وقال المتحدث الرسمي لحملة موسى الرئاسية، عادل عصمت، إن البرنامج الانتخابي لمرشحه يعتمد على فكرة الرأسمالية الوطنية، ومشاركة الشباب، والعمل على رفع القدرة التصديرية للمنتج المصري من أجل تخفيف الضغط عن الجنيه المصري أمام الدولار، وقال إن السيسي وموسى ابنا ثورة واحدة هي ثورة 30 يونيو 2013، وإنهما يعملان على دعم المشاركة الوطنية، لذا يعتبران الانتخابات بمنزلة «تنافس بين شركاء وليس تناحرا بين فرقاء»، وأضاف عصمت: «نتعهد أمام الرأي العام، في حال فوز مرشحنا، بأن نحافظ على كل المكتسبات والإنجازات التي حققها الرئيس السيسي في السنوات الأربع الماضية».

بدوره، قال نائب رئيس حزب الغد، أيمن حسن، خلال المؤتمر الصحافي، إن مرشحه استجاب لما فرضته الأوضاع الراهنة، وإنه تقدم بملف ترشحه من أجل المصلحة الوطنية لمصر، وتابع: «هناك مؤامرة خارجية على مصر بدأت في عام 2010، ثم ظهرت مع اختطاف ثورة 25 يناير 2011، مما استدعى تدخل الرئيس السيسي لإنقاذ الثورة في 30 يونيو»، مشددا على أن ترشح موسى أفشل الكثير من المؤامرات والخطط ضد مصر.

قرار تاريخي

وكان موسى قد وجه رسالة إلى الشعب المصري مساء أمس الأول، قبل نتائج الانتخابات الرئاسية التي تنطلق بعد أيام قليلة، إذ قال «إن العمل الوطني والمخلص لهذا الوطن، هو ما تمنيته طوال حياتي السياسية التي لم تخل من محاولات مستمرة لتأكيد دفاعي المستمر عن مصرنا الحبيبة، ولم أتأثر بكل الهجوم والنقض الذي استمر منذ 2005 والصراعات المستمرة منذ هذا التاريخ». ووجه موسى الشكر إلى أفراد أسرته وأعضاء حزبه «الذين لم يترددوا للحظة واحدة في مساندة قراري في خوض أصعب انتخابات تمر بها مصر، وهم على يقين بحجم المخاطرة التي اتخذتها لكي تعبر مصر بر الأمان»، مضيفا: «مصر هي هدفنا، وخوض المخاطر من أجلها هو ما يتبقى لنا في الحياة، وأنا واثق بأن الجميع لديه هذا الحس الوطني».

وقال: «أحب أن أوكد لكم جميعا أني فخور بقراري الذي سيفخر به كل مصري محب لوطنه في يوم من الأيام، وأتمنى نزول الجميع إلى صناديق الاقتراع لإيقاف ما يخطط ويتربص له أعداء هذا الوطن».

سيل منهمر

وبدا الرئيس السيسي، الذي لم يقم بأي جولات انتخابية أو يعقد مؤتمرا دعائيا حتى أمس، في غير حاجة إلى أي نشاط انتخابي مع تسابق شرس بين أحزاب وحركات سياسية وقوى برلمانية لعقد مؤتمرات للدعاية له، إذ نظمت أحزاب «المصريين الأحرار» و«حماة وطن» و«مستقبل وطن» و«الوفد» وائتلاف الأغلبية البرلمانية «دعم مصر»، فضلا عن حركات غير رسمية، مثل «كلنا معاك من أجل مصر»، مؤتمرات دعائية لمصلحة السيسي غطت معظم المحافظات المصرية.

من جهته، قال رئيس حزب «المصريين الأحرار»، عصام خليل، في مؤتمر صحافي للرد على «الشائعات والأكاذيب الدولية» ضد مصر، إن هناك حملات توعية في المحافظات لحث المصريين على النزول للمشاركة في الانتخابات، واختيار الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية إقرارا وتأييدا لجهوده خلال السنوات الأربع الماضية، مؤكدا أن الحزب يواصل جهود دعم الرئيس السيسي بشكل مستمر.

وبينما أعلن المتحدث باسم حملة «يلا سيسي»، محمد الجارحي، أن الحملة تكثف نشاطها دعما للرئيس السيسي في 18 محافظة، توجه وفد الدبلوماسية الشعبية، بقيادة رئيس تيار الاستقلال، أحمد الفضالي إلى الولايات المتحدة الأميركية، أمس، للدعاية للسيسي في أوساط الجالية المصرية بأميركا.

استعدادات رسمية

وتنطلق انتخابات الخارج الجمعة المقبل، وتستمر 3 أيام، وأعلنت وزارة الخارجية حالة الاستنفار في مختلف السفارات والقنصليات المصرية، للتسهيل عل مصريي الخارج عملية المشاركة والتصويت، إذ يوجد نحو 10 ملايين مواطن خارج مصر، بينما واصلت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج جولاتها الخارجية للقاء الجاليات المصرية لإقناعهم بضرورة المشاركة في عملية التصويت، إذ زارت كندا أمس.

ويحق لأي مصر موجود خارج مصر وقت إجراء الانتخابات في الخارج أن يدلي بصوته طالما كان اسمه مقيدا بقاعدة بيانات الناخبين، ويحمل بطاقة الرقم القومي أو جواز السفر، على أن يكون في فترة الصلاحية.

إلى ذلك، قال مصدر قضائي إن الهيئة الوطنية للانتخابات، ستنتهي من توزيع القضاة المشرفين على اللجان الفرعية في الانتخابات الرئاسية داخل مصر، بنهاية الأسبوع الجاري، في اللجان التي يبلغ عددها 367 لجنة عامة، ونحو 14 ألف لجنة فرعية، تحتاج إلى ما لا يقل عن 17 ألف قاض، لافتا إلى وجود قوائم احتياطية حال اعتذار أي من القضاة لأي سبب كان.