نجحت أجهزة وزارة الآثار المصرية في نقل عمود الملك الفرعوني مرنبتاح أمس إلى مكان عرضه الدائم في البهو العظيم للمتحف المصري الكبير، غير بعيد عن هضبة أهرامات الجيزة الشهيرة، تمهيدا للافتتاح الجزئي للمتحف نهاية العام الجاري.

ويعد عمود مرنبتاح القطعة الأثرية الضخمة الثانية التي تنقل إلى مكان عرضها في مدخل المتحف الكبير، بعد نقل تمثال والد مرنبتاح الفرعون الشهير رمسيس الثاني للمكان ذاته في 25 يناير الماضي.

Ad

والقطعة الأثرية المنقولة أمس عبارة عن عمود من الجرانيت الوردي، يبلغ طوله 5.5 أمتار، عثرت عليه مصلحة الآثار المصرية في منطقة المطرية، التي كانت تعرف قديما باسم «أون»، شمالي القاهرة نهاية الستينيات، ونقل بعدها إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي لإجراء عمليات ترميم له، وظل هناك حتى تمت عملية نقله إلى مقره الأخير بالمتحف الكبير.

العمود الضخم سجل عليه الفرعون مرنبتاح، ابن الفرعون الشهير رمسيس الثاني، انتصاراته خلال فترة حكمه (1213 إلى 1203 ق.م)، في وقت كانت مصر مركزا لإمبراطورية ضخمة تشمل أجزاء واسعة من السودان وجنوب بلاد الشام، وسجل الفرعون المصري انتصاراته تحديدا على القبائل الليبية.

ويعد الفرعون مرنبتاح أحد أكثر ملوك مصر القديمة إثارة للجدل، بسبب لوحة أخرى مرتبطة بالعمود المنقول، سجل عليها بقية انتصاراته على القبائل الإسرائيلية، ما اكسبه شهرة عالمية، إذ يعد أول وآخر أثر مصري فرعوني يذكر صراحة بني إسرائيل، ما جعل بعض المهووسين بقصة فرعون الخروج يعتقد أن مرنبتاح هو فرعون موسى الذي ورد ذكره في التوراة والقرآن.

وتعتزم وزارة الآثار نقل نحو 43 تمثالا كبيرا تمثل عصور الحضارة المصرية القديمة المختلفة لتزين البهو العظيم في المتحف الكبير، إذ سيتم نقل عدة تماثيل تم انتشالها من مياه مدينة الإسكندرية الساحلية، فضلا عن نقل القطع الضخمة من المتحف المصري بميدان التحرير بالقاهرة، وبعد افتتاح المتحف الكبير سيكون أضخم متحف في العالم من حيث الحجم والأكبر من حيث عدد القطع المكرسة للحضارة المصرية القديمة.