تغييرات الفضائيات المصرية مستمرّة والارتباك يسود المشهد
تتواصل حالة التخبّط التي تمرّ بها الفضائيات المصرية مع تسجيل معظمها أرقام ديون أكبر بكثير من أي وقت مضى، وسعي الملاك إلى إعادة توجيه الميزانية على أمل تحقيق أرباح من المحطات التي عاشت فترات ذهبية من خلال الإعلانات قبل سنوات.
لم يستمرّ عدد من المسؤولين على رأس فضائيات مصرية عدة مهمة لأكثر من أسابيع، ولم يقتصر ذلك على مجلس الإدارة بل شمل أيضاً رؤساء تحرير برامج ومسؤولي تخطيط استُبعد بعضهم فور انطلاق برامج عملوا عليها أسابيع عدة، فيما غاب إعلاميون وعاد آخرون بدعم من إدارات جديدة.وتسبَّب التخبّط الذي تعانيه المحطات خلال الفترة الراهنة بأزمات لعدد منها في ما يتعلق بالتعاقد مع المذيعين، فضلاً عن إيقاف برامج كان تمّ الاتفاق عليها قبل خروجها إلى النور، وهو ما تكرر في محطات عدة سواء تلفزيونية أو إذاعية.أبرز القنوات التي تواجه مشكلة كبرى «أون» لشركة «إعلام المصريين»، فيما أنهت قبل أقل من شهرين شركة «إيغل كابيتال» التي تترأس مجلس إدارتها وزيرة الاستثمار السابقة داليا خورشيد صفقة استحواذ كامل عليها لم تعلن تفاصيلها المادية حتى الآن من رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة الذي اكتفى بملكية مصنع حديد المصريين.
وتمثّل أكبر تغيير في «أون» باستقالة رئيس مجلس إدارة الشركة والعضو المنتدب المهندس أسامة الشيخ وتعيين رجل الأعمال تامر مرسي في المنصب ذاته، بالتوازي مع ترؤسه مجلس إدارة شركة «سينرجي» التي تملك «اعلام المصريين» حصتها الغالبة بموجب صفقة استحواذ تمّت قبل أقل من عامين.وشهدت «أون» أزمة في القناة الإخبارية دفعت الإدارة الجديدة إلى تغيير الرئيس مرتين وإلغاء منصب مدير البرامج بعدما استقال المدير الذي عين نحو أسبوعين فقط، فيما تولّى رئيس القناة الحالي منصبه وطالب بضغط النفقات في مختلف البرامج لتخفيض العمالة بنحو 30%، علماً بأنها كانت تقلصت في أقل من شهرين بنحو 40% لترشيد النفقات، فضلاً عن إلغاء ودمج وظائف عدة.ورغم الارتباك الذي يسيطر على المجموعة فإن الخريطة البرامجية لم تتأثر سوى ببرنامج الإعلامية لبني عسل الذي أوقف بعد إطلاقه بأيام قليلة، كذلك غاب الإعلامي عمرو خفاجي عن الشاشة لخلافات حول ميزانية البرنامج وفريق العمل، فيما انضمت الإعلامية شافكي المنيري لتشارك بتقديم البرنامج السياسي «الطريق إلى الاتحادية».
«النهار» و«الحياة»
وتشهد مجموعة قنوات «النهار» ارتباكاً واضحاً في الفترة الراهنة في ظل سعيها إلى تحقيق اكتفاء ذاتي وعدم رغبة مالكيها في ضخ أموال جديدة. ونجحت القناة في تحقيق ايرادات تعادل المصروفات في الربع الأخير من العام الجاري، فيما تواجه مديونية كبيرة تحاول سدادها للمنتجين على دفعات.«النهار» شهدت في الأيام الماضية قبول استقالة رئيس مجلس الإدارة الخبير الإعلامي عمرو قورة بعدما جمّد عمله لفترة في القناة. وتواجه الأخيرة أزمة مرتبطة ببرنامج «صبايا الخير» الذي تقدّمه الإعلامية ريهام سعيد، وكان الأكثر جذباً للإعلانات، وهي حبست أخيراً على ذمة تحقيقات قضية اتجار بالبشر بعدما وجهت النيابة لها اتهاماً بفبركة فقرة عن خطف الأطفال.وتحاول «النهار» تجاوز أزمة سعيد بالتركيز على برنامج الإعلامي محمود سعد العائد بعد غياب، بالإضافة إلى زميله معتز الدمرداش الذي يشارك في تقديم «آخر النهار»، علماً بأن الخريطة الإعلانية للقناة تحسنت كثيراً في الأسابيع الأخيرة قبل أن ترتبك مجدداً بسبب حلقات ريهام سعيد. أما «الحياة» فإن الأزمات التي تواجهها وتغييرات الشركة المالكة للقيادات أكثر من مرة خلال الفترة الماضية بالإضافة إلى إلغاء مشروع القناة الإنكليزية... ذلك كله أرجأ إطلاقها في شكلها الجديد مع الاكتفاء ببرامج محدودة جديدة وإعادة تقديم محتوى درامي وترفيهي قديم.«سي بي سي»
رغم الاستقرار النسبي لمجموعة «سي بي سي» لرجل الأعمال محمد الأمين وعدم وجود تغييرات جوهرية معلنة في قياداتها حتى الآن، فثمة توقعات بخروج رئيس قناتها الأخبارية «اكسترا نيوز» من المحطة قريباً لخلافات في وجهات النظر مع المسؤولين، وترشحه للإشراف على قناة إخبارية مهمة خلال الفترة المقبلة باعتباره أحد أفضل مديري القنوات الأخبارية، وسبق له العمل في عدد منها أبرزها «أون تي في».