البشير يلتقي مدير مخابرات مصر ووزير خارجية قطر كلٌّ على حدة
كامل يرسخ التهدئة بين دولتي «وادي النيل»
في زيارة غير معلنة من قبل القاهرة، أجرى مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل مباحثات مع الرئيس السوداني حسن عمر البشير، ووزير الدفاع السوداني الفريق أول عوض محمد بن عوف، ووزير الخارجية إبراهيم غندور.ونقلت وكالة السودان للأنباء، أمس، أن محادثات المسؤول المصري، المقرب من الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع البشير، مساء أمس الأول، تناولت أهمية التواصل بين البلدين، «والتحديات التي تواجه المنطقة، حتى لا تؤثر على العلاقة بين البلدين».وشدد وزير الدفاع السوداني، خلال اجتماعه بالمسؤول المصري رفيع المستوى، في حضور مدير المخابرات السوداني صلاح عبدالله، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية السودانية جمال الدين عمر، على أهمية التواصل بين الأجهزة الأمنية في الخرطوم والقاهرة.
وأضاف: «الأمن القومي المصري يمثل أمن الأمة، ومن الواجب حمايته، وهذا الواقع يحتم على مصر أيضا القيام بأدوار من شأنها أن تحافظ على الأمن القومي للأمة العربية»، مشددا على ضرورة تشكيل كتلة لحماية الأمن الإقليمي، في ظل التحديات التي تواجه المنطقة.وكان السفير السوداني بمصر عبدالمحمود عبدالحليم، قال لوسائل إعلام مصرية فور عودته لممارسة مهام منصبه، الخميس الماضي، إن الخرطوم تقترح إقامة قوة عسكرية مشتركة لتأمين الحدود بين البلدين، مؤكدا عزم الطرفين على المضي قدما في ترسيخ هذه العلاقات، وعقد اللجنة العليا المشتركة برئاسة الرئيسين في الخرطوم قبل نهاية العام الجاري.
تطمينات مصرية
رئيس المخابرات المصرية قدم على ما يبدو تطمينات للجانب السوداني، حسبما نقلته وسائل الإعلام السودانية، إذ تمسك بأهمية التواصل بين البلدين، وأضاف: «التحديات الكبيرة في المنطقة تفرض علينا التواصل وسرعة الاستجابة للأحداث، والمواقف المختلفة ومعالجتها، حتى لا تتحول إلى معوقات تؤثر على العلاقة بين البلدين». وأشار إلى أنه تم التوافق على اعتماد مبدأ الشفافية والصراحة والوضوح في كل الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، مبديا تفاؤله بأن الأمور تمضي في مسارها الصحيح.من جهته، ذكر الخبير في العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية د. سعيد اللاوندي، لـ«الجريدة»، أن العلاقات المصرية السودانية تسير من حسن إلى أحسن، وهذا واضح للجميع بعد لقاءات كبار المسؤولين في البلدين، ما يكشف عن رغبة متبادلة في التهدئة، «ونستطيع أن نقول بكل ثقة بعد زيارة عباس كامل للخرطوم، إن الخلافات انتهت أو تكاد».ملف قطر
على صعيد ملف العلاقات العربية العربية المتوترة، بدا لافتا زيارة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد آل ثاني للخرطوم، لتسليم الرئيس السوداني رسالة من أمير قطر تميم بن حمد، أمس، وهي الثانية في غضون 10 أيام، بالتزامن مع زيارة رئيس المخابرات المصرية، في ظل مشاركة مصر دول السعودية والإمارات والبحرين في قطع العلاقات مع الدوحة منذ 5 يونيو الماضي. وتعد هذه الزيارة الأولى لمسؤول قطري رفيع منذ بدء الأزمة بين الرباعي والدوحة، التي اتخذت الخرطوم موقفا محايدا تجاهها، واحتفظت بعلاقات جيدة بالطرفين، فهي تشارك في عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، كما تمتلك علاقات اقتصادية قوية مع الدوحة وكذلك تركيا.ولم يستبعد المحلل السياسي، المقرب من دوائر صنع القرار الأميركية، د. سعد الدين إبراهيم، أن تكون هناك محاولة لفتح خطوط تواصل بين فريقي المقاطعة العربية لإنهاء الأزمة الخليجية، ربما تدعم الوساطة الكويتية القائمة. وأشار إبراهيم إلى أن زيارة رئيس المخابرات المصري تهدف أيضا إلى ترسيخ التهدئة المستجدة في العلاقات المصرية السودانية، مؤكدا أن التغيرات التي حدثت في أديس أبابا بعد استقالة رئيس الحكومة الإثيوبي مريام ديسالين ساعدت في تعزيز مناخ التهدئة بين القاهرة والخرطوم، وأضاف: «ربما تسعى الزيارة إلى إيجاد حل ما لأبرز ملف للتوتر بين البلدين، وأقصد به ملف مثلث حلايب وشلاتين».