«دار الآثار» تدعم المواهب الشبابية في أمسية «اليرموك الثقافي»
مقصيد أبدع غناءً في «قل للمليحة بالخمار الأسود» والهاجري بأعمال مدّاح
أقامت دار الآثار الإسلامية أمسية «مواهب شبابية»، التي تضمنت ألواناً شرقية وغربية، على مسرح مركز اليرموك الثقافي.
في خطوة رائعة لدار الآثار الإسلامية، تمثلت في دعم وتشجيع المواهب الشبابية الفنية، أقامت الدار، أمس الأول، ليلة خاصة حملت عنوان «مواهب شبابية»، احتضنت فيها عدداً من المواهب في الغناء الشرقي والغربي والعزف الموسيقي، وخصص لكل واحد منهم 12 دقيقة، على مسرح مركز اليرموك الثقافي.في البداية، قال عضو ديوانية الموسيقى في الدار، صباح الريس: «معنا في هذه الأمسية ستة فنانين كويتيين شبان، يظهرون لأول مرة على المسرح أمام الجمهور، هذه المواهب مميزة فعلاً، ومن أهم أهدافنا هو إبراز المواهب الجديدة، كي نقدمها للناس، مثلما فعلنا سالفاً مع آلاء الهندي وحمد العماري وغيرهما، ممن غدوا نجوماً في الساحة الفنية المحلية». واستهل الأمسية الموهبة الغنائية طلال خالد الذي أدى بمصاحبة آلة الغيتار، أغنيتين باللغة الإنكليزية، الأولى بعنوان «death of bachelor» لفرقة الروك الأميركية Panic! at the Disco، والتي أسست عام 2004، والثانية حملت اسم «what should be»، وهي من كلمات طلال وألحانه أيضاً.
ثم اعتلى المسرح عازف التشيللو أحمد الصانع، الذي شارك الأسبوع الماضي مع الفرقة الموسيقية في أمسية الفنان د. أحمد الصالحي، مقدماً مقطوعة موسيقية تركية، والتي تعني في اللغة العربية «ما راح أنساكم»، ورافقه على آلة البيانو يعقوب الكندري. بعد ذلك، جاء دور عازف الكمان حسين الجناع، حيث عزف مقطوعة موسيقية جميلة، بمصاحبة يعقوب الكندري على البيانو. وأعقبه الموهبة الغنائية الواعدة خليفة الهاجري، وهو من شباب منطقة الجهراء، الذي غنى بمصاحبة العود، من أعمال المطرب الكبير الراحل طلال مدّاح «مقادير»، التي غنتها أيضاً الراحلة وردة الجزائرية، وهي من كلمات الأمير محمد العبدالله الفيصل وألحان سراج عمر، ثم أتبعها بأغنية «أنادي» للشاعر الفيصل والملحن عمر أيضاً، ويقول مطلعها:» أنادي على اللي غدا بالليل/ أنادي اشـتقت له بالحيل غابت/ شمس الأمل عن ناظري غابت ذابت/ كل المنى في دمعـتي ذابت».ليختتم الأمسية الموهبة الغنائية المتميزة محمد مقصيد، الذي أدى على أنغام الكمان للعازف الجناع، «قل للمليحة بالخمار الأسود»، وهي من الأعمال الخالدة منذ 1300 عام تقريباً، ونظم هذه القصيدة التي تعد من أروع قصائد الغزل التي صيغت في العصر الأموي، الشاعر ربيعة بن عامر التميمي، الشهير بـمسكين الدَّارمي، وفي القرن العشرين الماضي انتشرت من خلال عدد من المطربين العرب، بينهم ناظم الغزالي وصباح فخري وهيام يونس، وتقول كلماتها: «قل للمليحة في الخمار الأسود/ ماذا فعلت بناسك متعبدِ؟/ قد كان شمر للصلاة ثيابه/ حتى وقفت له بباب المسجدِ/ ردي عليه صلاته وصيامه/ لا تقتليه بحق دين محمدِ». وقد أبدع مقصيد في غناء هذا العمل باحترافية عالية أمتعت الحضور، وقد لبى رغبة الجمهور بإعادة غنائها مرتين، وبعد انتهائه نال تصفيقاً عدة دقائق.