مرافعة : المخدرات... عزل التجار ومشفى متخصص وإلغاء التجريم!
![حسين العبدالله](https://www.aljarida.com/uploads/authors/233_1678300581.jpg)
والسبب في عزل سجناء المخدرات عن بقية السجناء، أن الضبطيات التي تحقق فيها نيابة المخدرات تؤكد وجود تهريب للمواد المخدرة داخل السجن، وأن بعضها ضُبط، ما يعني أن تلك المواد المهرَّبة قد تُقدم للمدانين بالأساس بجريمة التعاطي، وغيرهم من باقي النزلاء، وهو ما يعني أنهم تحت خطر التعاطي في أي لحظة، الأمر الذي يجعل من السجن مكانا لانتشار تعاطي المواد المخدرة. بينما القضية الثانية التي تُعد متصلة بالأولى، فهي أن المشرِّع الكويتي يتعامل بنظرة مزدوجة مع المتهمين بتعاطي المواد المخدرة، ما يتعيَّن عليه إعادة النظر في هذا الأمر، بحيث يتم التعامل مع المتعاطي على أنه مريض بإدمان المواد المخدرة، وأن ذلك المرض يتطلب العلاج الجبري، المرتبط بإشراف النيابة العامة، ضمن برامج تتفق مع طرق العلاج من الإدمان، ثم تأهيله للانخراط في المجتمع مجددا، في حين أن النصوص التشريعية اليوم تتعامل معه على أنه مجرم بالتعاطي إذا ما تم ضبطه من قبل رجال الأمن، وينتهي القضاء إلى الحُكم بسجنه 5 سنوات مع الشغل والنفاذ، أو بالغرامة المالية وقدرها 5 آلاف دينار، وقد يتم اعتباره مريضا إذا ما أبلغت عنه أسرته للنائب العام قبل ضبطه، فيودع للعلاج.أما المسألة الثالثة المرتبطة بالمسألتين السابقتين، فهي العمل على إيجاد مستشفيات ومصحات حقيقية لعلاج مدمني المخدرات تتوافر فيها كل الإمكانيات العلاجية لمدمني المخدرات، مع توفير عوامل السرية للمرضى والكوادر الطبية المتخصصة بتلك المجالات، فمركز علاج الإدمان الحالي لا يصلح لأن يكون مشفى لعلاج مدمني المخدرات، بعد أن كشف الواقع العملي عزوف الكثير من الأهالي عن علاج أبنائهم به، والاتجاه إلى مصحات خارج الكويت تتوافر فيها السرية والعلاج الصحي الفعَّال والحراسة المشددة لعدم إدخال المواد المخدرة!