مطلوب سيزيف وليس سيفوه
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
الفساد هنا لا يحتاج طبيباً ووقاية استباقية، لا حلول أمام سيزيف الوطني غير حرق أكوام قمامات الفساد وأصحابها معاً، وليكن التسامح فيها صفراً، ولا مجال لثقافة هذا ولدنا... وهذا محسوب على فلان شيخ أو متنفذ... إلخ.ذكرت في مقال سابق حين استشرى الفساد في هونغ كونغ أن بريطانيا عينت السير موري ماكلاهوس عام 1974 كحاكم للإقليم، بادر هذا بطرد المئات من رجال الشرطة من أصل 18 ألف رجل شرطة عليهم شبهات بقضايا الفساد، وأسس هيئة مكافحة الفساد بسلطات شبه قضائية، تحقق بشكاوى الفساد بإجراءات مبسطة سهلة، وقامت هذه الهيئة بنشر الوعي بالدراسات المعمقة وبالتعليم والثقافة بين الجمهور المغيب وعيه عن مخاطر الفساد، نجح حاكم هونغ السابق ونظف الإقليم تماماً قبل أن تستلمه الصين، وهكذا أيضاً فعل لي كوان هو في سنغافورة، وهناك أمثلة أخرى من دول آسيوية قفزت من عوالم الفساد والتخلف إلى دنيا التقدم ومصاف الدول الكبرى، فمثلاً حين تمت إحالة رئيس سامسونغ السابق للقضاء بتهم فساد بسيطة لم يتدخل أحد من أسرته القوية للتوسط من أجله، ولم يقل مسؤول كوري إن هذه الشركة تمثل خمس الناتج المحلي الإجمالي لكوريا، ولا بد من مراعاة هذا الاعتبار... لا يوجد في اللغة الكورية مصطلحات "... هذا ولدنا... انقلوه لمكان آخر أو سامحوه".التعليم أيضاً سيئ، وأضحت الكويت في المرتبة الأخيرة من بين دول الخليج، ومخرجات التعليم محزنة، تتدخل فيها الاعتبارات السياسية والوساطات النيابية للاعتراف بشهادات مضروبة من جامعات أجنبية ضحلة تستلم الشهادة بالمراسلة وأنت في مكانك، ويتدخل القرار السياسي لتعديل نتائج اختبارات معينة في الثانوية العامة... كي لا تظهر نتائج الاختبارات سواد الوجه والفضيحة... ولا ينتهي الكلام عند رداءة التعليم من الروضة حتى جامعات الدكاكين المنتشرة بطول البلاد وعرضها.دعونا نصرخ "إذا فات الفوت ما ينفع الصوت"، ولنا بقايا أمل في إصلاح يبدأ من الأعلى قبل أن يبدأ بفراش البلدية، لنا أمل أن يظهر سيزيف بعزيمته، لا نريد سيفوه بخلاجينه.