تحشد الدولة المصرية قواها، بالتعاون مع أحزاب وقوى سياسية، لإقناع المصريين في الخارج بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية، التي تنطلق خارج مصر الجمعة المقبل، في منافسة تنحصر بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يتجه لولاية رئاسية ثانية، ومنافسه الوحيد رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى، في انتخابات محسومة للسيسي.وتبدأ فترة الصمت الدعائي خارج مصر غدا وتستمر الى بعد غد، قبل انطلاق عملية التصويت في الخارج أيام الجمعة والسبت والأحد، بينما أنهت اللجنة الوطنية للانتخابات، بالتعاون مع وزارتي الخارجية والدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، الجزء الأكبر من تجهيز مقار القنصليات والبعثات الدبلوماسية، التي تستقبل عملية اقتراع المصريين في الخارج، وتم تخصيص 139 لجنة لاستقبال الناخبين بالخارج.
وقالت عضوة اللجنة المشرفة على انتخابات المصريين بالخارج ريم هندي، أمس، إن اللجنة استعدت للانتخابات، مشددة على السماح للمصري بالتصويت ببطاقة الرقم القومي أو جواز السفر المميكن. وأعلن حزب "الوفد" تواصله مع الجاليات المصرية لحثها على المشاركة بقوة في الانتخابات، ودشن حزب "حماة وطن" لجنة خارجية لمواجهة وتفنيد ما وصفه بـ"أكاذيب تروجها جماعة الإخوان المصريين بالخارج عن المشاركة في الانتخابات".من جهته، ذكر مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للانتخابات اللواء أحمد الحسيني، لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، أمس، أن الوزارة أوفدت مأموريات للانتهاء من استخراج وتجديد بطاقات الرقم القومي لمصريي الخارج، لمساعدتهم على المشاركة، كاشفا عن تجهيز وتأمين أكثر من 11 ألف مركز ومقر انتخابي للتيسير على نحو 59 مليون مصري في انتخابات الداخل التي تنطلق أيام 26 و27 و28 الجاري.
تأييد أميركي
في غضون ذلك، تلقت القاهرة تأييدا من واشنطن في مواجهة الإرهاب، وأكد القائم بأعمال السفير الأميركي بالقاهرة توماس غولدبرغر دعم بلاده لمصر في حربها ضد الإرهاب.وأشاد غولدبرغر بالجهود الكبيرة التي تبذلها القوات المسلحة المصرية لمكافحة الإرهاب، مضيفا أن ذلك يصب ليس في مصلحة أمن واستقرار مصر فحسب، بل أمن واستقرار المنطقة والعالم، وأن القاهرة ليست وحيدة في حربها، لأنها "تحارب هذه الآفة نيابة عن العالم".وقال غولدبرغر، خلال لقاء محدود مع صحافيين مصريين أمس الأول، إن أميركا تقدم دعمها القوي للجيش المصري في حربه ضد الإرهاب، ما ظهر بوضوح في الزيارات العسكرية الأميركية رفيعة المستوى للقاهرة خلال الفترة الأخيرة، ولم ينف وجود بعض الملفات الخلافية بين البلدين.وشدد على أن الاختلاف يقتصر على بعض قضايا حقوق الإنسان والحريات المدنية، فضلا عن "الجهد الدولي لعزل كوريا الشمالية بسبب برنامجها البالستي والنووي"، مشيدا بقرار القاهرة تخفيض مستوى علاقاتها السياسية مع بيونغيانغ.وبينما أثنى القائم بأعمال السفير الأميركي بالقاهرة بتطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بدأت بعثة طرق الأبواب، التي تنظمها سنويا غرفة التجارة الأميركية بالقاهرة، أعمالها في الولايات المتحدة، أمس الأول، بعقد مجموعة من اللقاءات لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، عبر جذب مزيد من الاستثمارات الأميركية للاقتصاد المصري.تنمية سيناء
وفي حين تتواصل عمليات الجيش والشرطة لتطهير سيناء من البؤر الإرهابية، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قرارا أمس الأول، بتشكيل لجنة يرأسها مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، إبراهيم محلب، لتتولى طرح أراضي مشروع تنمية شمال سيناء، وتختص اللجنة بتقنين الأوضاع القانونية لأراضي المشروع لاستخدامها بما يتفق والقوانين الصادرة بشأنها.وأشاد الخبير الاقتصادي رشاد عبده بتشكيل اللجنة، قائلا لـ"الجريدة": "هذه خطوة تقول للعالم إننا قضينا على الجزء الأكبر من الإرهاب في شبه الجزيرة المصرية، وجاء الدور على التنمية التي تبدأ بتجفيف منابع التطرف، فلن يتم الانتهاء من هذا الملف إلا عبر تنمية شمال سيناء، لذا على الحكومة أن تشرك أبناء قبائل سيناء في أي عملية تنمية ستحدث، لأن هذه الخطوة كفيلة بتحقيق الاستقرار".حقوق الإنسان
على صعيد منفصل، أكد رئيس الحكومة شريف إسماعيل، أمس، أن الدولة المصرية حريصة على إعلاء حقوق الإنسان، وأضاف خلال استقباله رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، محمد فائق، ان الحكومة تتواصل مع المجلس بشكل مستمر، وتدرس ما يصدره من توصيات، من أجل العمل على تعزيز وتنمية وحماية الحقوق الإنسانية والحريات العامة.وبينما تفقد السيسي، صباح أمس، محور روض الفرج ومطار سفنكس الدولي غرب القاهرة، لمتابعة سير الأعمال التنفيذية، تقدم الرئيس الجنازة العسكرية التي أقيمت لرئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق صفي الدين أبوشناف، الذي وافته المنية صباح أمس. وانطلقت الجنازة من مسجد المشير بالتجمع الخامس، بحضور وزير الدفاع الأسبق المشير حسين طنطاوي، ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، إضافة إلى قادة القوات المسلحة.