إبراهيم نصرالله: الجوائز الأدبية حرَّكت الوضع الثقافي

خلال أمسية جمعت الشعر والموسيقى بمركز جابر الأحمد الثقافي

نشر في 14-03-2018
آخر تحديث 14-03-2018 | 00:03
قرأ الروائي والشاعر إبراهيم نصرالله عدداً من النصوص خلال «حديث الاثنين»، بمركز جابر الأحمد الثقافي.
استضاف مركز جابر الأحمد الثقافي الروائي الشاعر إبراهيم نصرالله، في جلسة «حديث الاثنين»، والتي جاءت بعنوان «قراءات من ديوان الحب شرير»، وذلك ضمن أنشطة المركز الثقافية.

وتضمنت الأمسية، التي أقيمت بالتنسيق مع منصة تكوين للكتابة الإبداعية، عزفا موسيقيا مكثفا انسجم مع القصائد، بقيادة د. حمد بورسلي، الذي عزف على آلة العود، وعبدالله القطان على آلة الكمان، وعبدالحليم الصقر على الإيقاع، وأدارت الحوار الروائية بثينة العيسى.

وقالت العيسى في تقديم الندوة: «عزيزي إبراهيم نصرالله، كتبت في البداية، مثل الجميع، لكي تكتشف نفسك... كطفل يتفتح وعيه في مدارس وكالة الغوث بمخيم الوحدات خلال ستينيات القرن الماضي. لابد أن العالم كان أكثر من قدرتك على الفهم، وأن ترى بشراً يُزاحون خارج أرضهم، يُحكم عليهم بالنفي، والتهجير، والجوع، والفقد. أشخاص حقيقيون، يتألفون من دموع وضحكات وأحلام، وحكايا كثيرة لابد أنها سحرتك، تلك الحكايا طيَّرت عقلك، وأخذتك إلى الكتابة مباشرة».

وأضافت: «لقد كتبت مئة وخمسة وعشرين عاما من تاريخ فلسطين، منذ (قناديل ملك الجليل)، ومشروع الدولة التي تخلفت في زمن الحكم العثماني، مرورا بـ(زمن الخيول البيضاء)، وغيرها من الروايات. وإذا كنت في تقديمي تطرَّقت إلى الرواية، والمقاومة، والطفولة، والأرض، فنحن هنا اليوم لكي ننصت إليك، شاعرا يخبرنا عن الحب. هذا الشرير الذي يلوك القلب، ويسحقه بألف حديقة، ويلقيه للأعلى... هذا الوادي الذي تعوي فيه ذئاب القلب. نحن هنا اليوم لكي تأخذنا جميعا إليه، إلى ذئابه ومجانينه، على غاباته وصحاريه».

من جانبه، قال نصرالله: «أول قصائد نشرتها في حياتي واحدة كانت بالأردن، ثم نشرت هنا عددا من القصائد في السبعينيات، وكانت هناك مجلة يديرها أ. عبدالله الشيتي، لطالما نشرت فيها، ثم فيما بعد نشرت بالصحافة الكويتية الكثير».

وقال نصرالله إنه سيقرأ مجموعة من قصائد الدواوين الأخيرة، وأشار في حديثه للجمهور إلى أنه سيبدأ بـ«مايسترو»، لافتا إلى أنها الأغنية التي كان يتمنى أن يحققها، وأن يكون موسيقيا.

وتابع: «لكن ما يعوِّضها، أنني كنت اليوم مع موسيقيين رائعين». ومن أجوائها: «لو أنني كنت مايسترو/ لكانت حياتي أفضل/ وكان الفضاء هذا فوق رأسي فسيحا/ ومعنى الخليقة أجمل».

وتوهجت الأمسية بالشعر، الذي جاء بالكثير من الصور الجمالية، وقرأ نصرالله قصائد: «العابر»، و«الناجون»، و«أبجدية». وأشار في قصيدة قرأها بعنوان «الدليل» إلى أنه لطالما فكِّر في تحويلها إلى رواية.

والمميز في الأمسية، هو تزامن القراءات الشعرية لنصرالله بألحان جميلة عزفت وتفاعل معها الجمهور. واختتم نصرالله الأمسية مع ديوان «الحب شرير».

جدير بالذكر، أن الديوان يعيد الألق لشعر الحب العربي، ويستعير مجاز الذئبة والذئب في قصائد تشكِّل حكاية حب ملحمية عاصفة يتقاطع فيها جمال الحب مع عنفه، ونسائمه مع عواصفه، وشهوة الكائن للوقوع في أسر الحب مع توقعه للحرية بعيدا عنه.

إلغاء المسافة

وفي حديث لـ«الجريدة»، على هامش الأمسية، قال نصرالله عن علاقة الرسم بالتصوير: «كنت في الأصل أرسم، وأقمت معرضا مع صديقين آخرين بعنوان (كتاب يرسمون)، وكانت تجربة ناجحة».

وأضاف: «أنا أميل للتصوير أكثر، وأحسست أنه يمكن عبر التصوير أن أنفذ أو ألتقط صورا قريبة من اللوحات، فأصبح مشروع التصوير هو إلغاء المسافة بين اللوحة والصورة».

وتابع: «أقمت أربعة معارض تصوير خلال الـ 20 سنة الماضية، والتصوير ليس هواية أحبها، لكنه أصبح رافدا أساسيا لتجربتي الكتابية، لأنني دائما أقول: حينما أصبحت لديَّ كاميرا، صار لديَّ عين ثالثة، استعارتها لغتي مني، وبالتالي أصبح المشهد في رواياتي أو قصائدي أكثر سينمائية وأهمية، فهناك تركيز عليه، وأنا أعتقد أن ذلك من الفوائد الأساسية للتصوير».

الحس القرائي

وعن رأيه فيما يقوله البعض إن «المستقبل للقصة القصيرة»، أوضح نصرالله: «لا أحب مسألة مستقبل قصة. أنا أقول إن الأساس أن يكون هناك مستقبل للإنسان القارئ. فإذا كان هناك إنسان قارئ فسيقرأ القصة القصيرة، والشعر، والرواية، والفلسفة، والتاريخ».

وأضاف: «أعتقد أنه كلما تطوَّر الحس القرائي والجمالي عند البشر، لجأوا إلى هذه الفنون، فليس هناك فن واحد نستطيع القول إن فيه الجمال كله، فالجمال موجود في كل فن؛ بالموسيقى، والتصوير، والسينما، والمسرح، ومن يحاول أن يأخذ الجمال من مصدر واحد أعتقد أنه لن يكون أخذ ما يطور به الذائقة، وحياته وجمالياته كإنسان».

إبراز الكاتب

وفيما يتعلق بالجوائز، وعما إذا كانت تساهم في إبراز الكاتب وتعزز تجربته، قال: «الجائزة تصبح محترمة أكثر حينما يأخذها كاتب محترم، وكلما حصل عليها كاتب أقل منزلة تراجعت الجائزة، والكاتب حينما ينال جائزة حقيقية سيكون فخورا بها. بالتأكيد الجوائز الأدبية ساهمت خلال السنوات الأخيرة بتحريك الوضع الثقافي العربي، وازدياد نسبة القراء بطريقة لا يمكن نكرانها. وطالما أن هناك نصا فستكون الجائزة، وإذا لم يكن هناك نص، فلا جوائز أصلا».

وعن زيارته للكويت، قال: «سعيد بهذه الزيارة، وهي الثانية لي، ففي المرَّة الماضية كانت لمهرجان القرين الثقافي منذ سنتين، وأيضا شاركت في ورشة لـ(تكوين)، والآن أكرر الزيارة بفرح شديد. الأمسية اليوم من أكثر الأمسيات حميمة، فقرأت براحة شديدة، وبإحساس كبير، وعندما أنظر للوجوه رأيت الحاضرين يستمعون للقصائد برهافة شديدة. إنه شيء رائع واستثنائي».

الجمال موجود في كل الفنون بالموسيقى والتصوير والسينما والمسرح
back to top