أوروبا تنتفض للتصدي «للتنمر التجاري» بعد رسوم ترامب

الاتحاد قد يتعاون مع بلدان غير أوروبية... و«التجارة العالمية» تحذر من مخاطر إجراءات انتقامية

نشر في 14-03-2018
آخر تحديث 14-03-2018 | 00:03
ترامب خلال توقيع المرسوم
ترامب خلال توقيع المرسوم
أعلنت أوتاوا وواشنطن أن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس الأميركي دونالد ترامب تباحثا مجدداً، خلال مكالمة هاتفية أمس الأول، في مسألة الرسوم التي فرضها الأخير على واردات الولايات المتحدة من الألمنيوم والصلب، وأعفى منها مؤقتاً تلك المستوردة من كندا والمكسيك.
قالت المفوضة التجارية في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم إن الاتحاد "سيتصدى للمتنمرين" بشأن سياسة الحماية، في وقت يزيد التوتر بسبب زيادة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الصلب والألمنيوم

وجاءت تصريحات مالمستروم، في مؤتمر عقد ببروكسل عقب نقاش جرى مطلع الأسبوع مع الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتزر. ومن المقرر استئناف النقاش خلال الأسبوع الجاري.

وقالت مالمستروم إن سياسة الحماية التجارية "تُستخدم كسلاح لتهديدنا وترويعنا"، في وقت يطالب الاتحاد الأوروبي بإعفاء صادراته من الرسوم.

وقد أثار فرض إدارة الرئيس دونالد ترامب رسوما بنسبة 10 في المئة على الألمنيوم و25 في المئة على الصلب الخوف من اندلاع حرب تجارية.

وفي تطور آخر، قال ترامب في تغريدة بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن وزير التجارة الأميركي ويلبر روس سيناقش مع مسؤولين أوروبيين "إزالة الرسوم المرتفعة المفروضة ضد الولايات المتحدة".

ووصف ترامب الرسوم الأوروبية بأنها "غير عادلة لمزارعينا ومصنعينا".

تهديد بالرد

ودون أن تذكر الولايات المتحدة، قالت مالمستروم: "في بعض الأماكن يُنحى باللائمة على التجارة في أضرار العولمة أو أنهم استخدموها كبش فداء أو ظنوا أن بإمكاننا العيش خلف جدران وحواجز".

وأضافت: "في الآونة الأخيرة رأينا كيف تُستخدم لتهديدنا وترويعنا. لكننا سنتصدى للمتنمرين".

وهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم انتقامية على بعض السلع الأميركية المفضلة.

وتحظى كندا والمكسيك مبدئيا بإعفاء من الرسوم، كما تأمل أستراليا الحصول على إعفاء.

وقد واجهت فكرة فرض الرسوم معارضة شديدة من زملاء ترامب في الحزب الجمهوري، الذين يدعمون التجارة الحرة.

وحذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن لا أحد سيكسب "سباقا إلى القاع"، وأن فرض الرسوم قد يؤذي الجميع.

من جانبه، قال وزير المالية والاقتصاد الفرنسي، إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي الرد على أي تعريفات أميركية تشمل صادراته من الصلب والألمنيوم، وإنه من الممكن التعاون مع بلدان من خارج القارة العجوز للانتقام من القيود التي أقرتها واشنطن.

وأضاف "برنو لي مير"، في مقابلة مع "سي إن بي سي" مساء أمس الأول: "أعتقد أنه ينبغي أولًا توجيه رد مشترك من البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لكن إذا أرادت دول أخرى المشاركة في تحركات التكتل، فنحن منفتحون على مثل هذه المناقشات".

وأشار إلى أنه ينبغي للقوى الأوروبية التفكير في مصالحها المشتركة، والاستجابة المشتركة للتعريفات الجمركية الأميركية، وتوجيه الرد اللازم إذا استدعى الأمر ذلك.

وقال روبرتو أزيفيدو، المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، أمس الأول، إن قرار الرئيس ترامب فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم قد يثير إجراءات انتقامية من دول أخرى ويؤدي إلى عواقب غير متوقعة.

ومتحدثا إلى الصحافيين بعد اجتماع مع الرئيس البرازيلي ميشيل تامر، قال أزيفيدو إن "المرء يعرف ما هي البداية لكنه لا يعرف ماذا ستكون التداعيات"، عندما تنخرط الدول في انتقام متبادل.

وقالت البرازيل إنها ستسعى إلى استثنائها من الرسوم الجمركية الأميركية التي فرضت أخيرا.

الدول المستثناة

وأعلنت اوتاوا وواشنطن ان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس الاميركي دونالد ترامب تباحثا مجددا خلال مكالمة هاتفية، أمس الأول، في مسألة الرسوم التي فرضها الاخير على واردات الولايات المتحدة من الألمنيوم والصلب وأعفى منها مؤقتا تلك المستوردة من كندا والمكسيك.

وقالت رئاسة الوزراء الكندية، في بيان، إنه بعد اسبوع من اول مكالمة هاتفية جرت بينهما حول هذه المسألة تباحث ترودو وترامب في "مجموعة متنوعة من التحديات التي تواجه كندا والويات المتحدة، بما في ذلك صناعات الصلب والألمنيوم التكاملية في أميركا الشمالية".

ونقل البيان عن ترودو تشديده على مسامع ترامب على "أهمية الحفاظ على سلاسل التزويد المتبادلة المنفعة الموجودة لدينا إذا ما أردنا حماية الوظائف والأعمال التجارية على جانبي الحدود".

من جهته، شدد ترامب، حسبما نقل عنه بيان أصدره البيت الأبيض، على "اهمية الانتهاء سريعا من المفاوضات الجارية حول نافتا (معاهدة التبادل التجاري الحر في اميركا الشمالية) لضمان حيوية الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة واميركا الشمالية ولحماية الامن القومي والاقتصادي للولايات المتحدة".

وكان ترامب أثار نقمة الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وفي مقدمتهم الصين واليابان، بإصداره في 8 الجاري قرارا فرض بموجبه رسوما باهظة على واردات الولايات المتحدة من الفولاذ والالمنيوم، في خطوة تهدد بإشعال حرب تجارية لا يمكن التكهن بعواقبها.

وهذه الرسوم التي تبلغ 25 في المئة على واردات الفولاذ و10 في المئة على واردات الألمنيوم، ستدخل حيز التنفيذ خلال 15 يوما من تاريخ صدور المرسوم. لكن الإجراء الأميركي لا يشمل كندا، أول شريك تجاري وأول مصدر للفولاذ والالمنيوم إلى الولايات المتحدة معفي "في الوقت الراهن" من الرسوم، ومثلها المكسيك.

ومصير هذين البلدين المجاورين للولايات المتحدة في الامد المتوسط، مرتبط خصوصا بنتيجة المفاوضات الجارية حول اتفاقية التبادل الحر لاميركا الشمالية (نافتا).

وكان ترامب قال: "إذا توصلنا الى اتفاق، فلن تفرض رسوم على كندا والمكسيك"، مؤكدا قناعته بأن المفاوضات الشاقة الجارية يمكن ان تفضي الى نتيجة.

لكن كندا سارعت على لسان وزيرة خارجيتها كريستيا فريلاند الى رفض تقديم اي تنازل في المفاوضات حول نافتا، مؤكدة ان اوتاوا تعتبر المسألتين "قضيتين منفصلتين".

وقالت إن استثناء كندا والمكسيك من هذه الرسوم هو "مجرد خطوة الى الامام" ونتيجة "العمل النشيط" لكل المسؤولين الكنديين لدى نظرائهم الاميركيين، مؤكدة ان "هذا العمل مستمر وسيتواصل حتى ازالة احتمال فرضها بالكامل وبشكل دائم".

وفي عام 2017، بلغ إجمالي واردات الولايات المتحدة من الصلب 33.46 مليار دولار مقابل 24.28 مليار دولار عام 2016، بزيادة نسبتها 37.8 في المئة. اما وارداتها من الالومنيوم فبلغت 17.31 مليار دولار مقابل 13.14 مليار بزيادة حجمها 31.7 في المئة.

back to top