المهرجان اللبناني للكتاب يكرِّم منير معاصري
• فتح آفاقاً للسينما اللبنانية وأثنى أنطوني كوين على موهبته
منير معاصري المخرج، وكاتب السيناريو، والمنتج، والممثل، والأستاذ الجامعي لفنون الأداء، الذي يسابق المستقبل من خلال مجال عمله في السمعي البصري الذي يشكل تحدياً في أيامنا هذه مع تقدم التكنولوجيا السريع وخصوصاً في فن التواصل، كرّمه المهرجان اللبناني للكتاب (3-18 مارس 2018)، لإيمانه بأن الفنان لا يعمل لذاته بل للإنسان والوطن معاً.
يزخر تاريخ منير معاصري بنحو 80 عملاً بين سينما وتلفزيون ومسرح، تمثيلاً وكتابة وإخراجاً، بلغات عدة من بينها البرازيلية والفرنسية والإنكليزية والعربية، كما أشارت بريجيت كساب خلال تقديمها حفلة تكريم المسرحي اللبناني في المهرجان اللبناني للكتاب. كذلك ألقت الضوء على إبداعه في إخراج المهرجانات الفنية، وأبرزها لماجدة الرومي وملحم بركات، فضلاً عن مشاركته في مهرجانات دولية: دمشق، وقرطاج، وطهران، وبغداد، وموسكو، وايطاليا، وفرنسا. كذلك شارك في أعمال مسرحية على مسرح برودواي، وظهر حديثاً في الفيلم السينمائي اللبناني «مارينا» الذي يعرض اليوم على شاشات السينما في لبنان. علّم الطلاب أيضاً فنون الأداء خلال 12 سنة في جامعات في البرازيل ولبنان، وأنشأ معهداً لفنون الأداء في جونيه بلبنان.
أنطوان رعد
الأديب أنطوان رعد (رئيس مجلس جبيل الثقافي سابقاً) الذي شارك في حفلة التكريم، استهل مداخلته بالتنويه إلى أن علاقته بمعاصري ترقى إلى خمسينيات القرن العشرين أي حقبة الدراسة، مشيراً إلى أن المكرّم عرف النجومية في ملاعب الرياضة وفي السهرات الاجتماعية قبل أن يتألَّق في سماء السينما والمسرح، ومردّ ذلك إلى ما سجَّله من أرقام قياسيَّة مدرسيَّة في ألعاب القوى ومن تفنُّنٍ في الكرة الطائرة، فضلاً عن وسامته وبراعته في الرقص ومهارته في الغناء، لافتاً إلى أنه رفض منحة دراسية للتخصص في الرياضة في فرنسا مع عقد عمل للتدريب إثر عودته بمرتَّب يسيل له اللعاب، وآثر أن يصغي إلى نداء القلب وأن يتخصَّصَ في السينما والمسرح.أضاف رعد: «اغتنمَ معاصري فرصة قيامي برحلة إلى الولايات المتّحدة في بعثة طلابية سنة 1960، فألحَّ عليّ كي اتَّصلبـActors Studio للمخرج الفذّ إيليا قازان للاستفسار عن معهد لإعداد الممثلين، وعدت برسالة من قازان من دون أن يتسنَّى لي لقاؤه تتضمَّن شروط المعهد الذي سيلتحق به. وبعد إنهاء معاصري دراسته في Senior Dramatic Workshop بإشراف الأستاذ الكبير Lee Strasberg وزع الممثــل القديــر ريتشارد بيرتون شهادات الدبلوم على المتخرجين في عام 1962 ومنير في عدادهم.تابع رعد متحدثاً عن مسيرة معاصري الفنية: «بعدما شارك في أعمال مسرحية في برودواي، عاد إلى لبنان فأسند إليه دور البطولة في الفيلم اللبناني «غارو» للمخرج غاري غرابديان وكان تألُّقه في أداء الدور فاتحة لأعمال سينمائيَّة وتلفزيونيَّة لفتت إليه الأنظار، ومن بينها فيلم «آخر طائرة إلى بعلبك»، وهو إنتاج لبناني إيطالي فرنسي إنكليزي مشترَك، وكرَّت السبحة، فأدَّى الدور الرئيس في فيلمي «المليونيرة» إلى جانب صباح، و«الأخرس والحب» بمشاركة ريمون جبارة وفيليب عقيقي. كذلك أدى معاصري دور البطولة في مسلسلات تلفزيونية من بينها: «كان يا ما كان، وجريمتكم أنَّكم أبرياء، وآثار على الرمال، والرهائن الثلاثة». وأخرج وأنتج الفيلم الوثائقي القصير «الرقص الشرقي»، وكان الممثل الرئيس والمؤلف والمخرج والمنتج لفيلم «القدر».
قفزة عالمية
توقف أنطوان رعد عند مشاركة منير معاصري في فيلم «الرسالة» وأوضح في هذا المجال: «في عام 1974 حقَّق معاصري قفزة نوعية إذ شارك في الفيلم السينمائي العالمي «الرسالة» من بطولة أنطوني كوين وإيرين باباس وإخراج مصطفى العقَّاد، وعبَّر كوين في شهادة له عن إعجابه بمنير وتقديره انضباطه في العمل قائلاً: في فيلم «الرسالة» الذي صور في ليبيا والمغرب وجدت أن منير معاصري يتمتع بكفاءة عالية كممثل. كذلك وجدت إنساناً مخلصاً للعمل الذي يؤديه بجدارة وحماسة واندفاع، وأنا لا أتردَّد لحظة في أن أوصي العاملين في مجال السينما في الولايات المتّحدة الأميركية بالتعامل معه لأنَّه جدير بالثقة». تابع رعد: «في عام 1986 درَّب منير معاصري الممثلين في الفيلم البرازيلي «حفلة رقص معطرة» وقد صنفته المؤسسة البرازيليَّة للأفلام كأحد أفضل مئة فيلم برازيلي. وبين 2012 و2013 اضطلع بدور رئيس في الفيلم السينمائي البرازيلي «المحطة الأخيرة»».أشار رعد في هذا السياق إلى أن لمنير فضلاً لا ينكر في فتح آفاق جديدة إزاء السينما اللبنانية، خصوصاً مع البرازيل التي يفوق عدد المغتربين اللبنانيين فيها عدد المقيمين في الوطن الأم.مساهمات مسرحية
بعد ذلك عدّد رعد محطات منير معاصري المضيئة في المسرح من بينها: في عام 1963 أدى الدور الرئيس في مسرحية «هملت» لشكسبير إخراج منير أبو دبس، وقام في عام 1968 بالدور الرئيس في مسرحية «الاستثناء والقاعدة» لبرتولد برخت إخراج منير أبو دبس، وشارك في عام 1969 في مسرحية «كارت بلانش» كتابة عصام محفوظ وإخراج روجيه عساف، وأخرج في عام 1970 مسرحية «لماذا رفض سرحان سرحان ما قاله فرج الله الحلو في ستريو 70» وشارك فيها فيما كتبها عصام محفوظ. وفي العام اللاحق اضطلع بالدور الرئيس في مسرحية «لِتَمُتْ ديدمونه» لريمون جبارة. وشارك في مسرحية «تحت رعاية زكور» لريمون جبارة. وأدى الدور الرئيس في مسرحية «كباريه» لشكيب خوري.كذلك أدى دور «القديس شربل» في مسرحية ريمون جبارة «شربل»، وشارك في مسرحية «قندلفت يصعد إلى السماء»، وأدى الدور الرئيس في مسرحية «صانع الأحلام» وأنتجها، وكلتاهما من إخراج ريمون جبارة. لفت رعد إلى أنَّ منير معاصري تعاون مع ماجدة الرومي بين سنتي 1981 و1990، فأخرج حفلاتها الغنائية وصمَّم الإضاءة الفنية في مسرح جورج الخامس ومهرجانات: قرطاج الدولي – تونس، جرش الدولي – الأردن، بغداد الدولي، دمشق الدولي وفي كازينو لبنان، فضلاً عن جولتها في الولايات المتحدة الأميركية على مسرحيDavid Symphony Hall سان فرنسيسكووCarnegie Hall بنيويورك.جوائز ولجان تحكيم
عدَّد رعد الجوائز التي نالتها أعمال منير معاصري من بينها: نال «الأخرس والحب» (1967) جائزة أفضل فيلم في مهرجان طشقند الدولي في الاتحاد السوفياتي فيما حصد «الرقص الشرقي» (1971) جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير في مهرجان طشقند. كذلك حاز معاصري (1975) جائزة أفضل ممثل عن دوره في «غارو» في مهرجان أقامه المركز السينمائي في لبنان للأفلام التي أُنجزت خلال 25 سنة، وحصدت مسرحيته «صانع الأحلام» عام 1984 جائزة أفضل مسرحية في مهرجان قرطاج الدولي في تونس. وكرّمه تلفزيون لبنان لإنجازاته المهنية في عام 2010. كذلك شارك منير معاصري في لجان تحكيم مهرجانات عدة، أبرزها Urban International Film في طهران، وكان عضواً في لجنة تحكيم أفلام التخرّج السمعي البصري في جامعة الألبا – لبنان، ورئيساً للجنة التحكيمية في Cannes Junior International Festival، ورئيساً للجنة التحكيميَّة في المهرجان الدولي للسينما في جونيه عام 2018.
فيلمه «الأخرس والحب» نال جائزة أفضل فيلم في «مهرجان طشقند الدولي» بالاتحاد السوفياتي