ماتيس من كابول: أطراف في «طالبان» تريد سلاماً

نشر في 14-03-2018
آخر تحديث 14-03-2018 | 00:00
وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس
وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس
أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، الذي وصل إلى كابول أمس، في زيارة مفاجئة، أن بعض أطراف حركة طالبان منفتحون على إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية.

ووصل ماتيس إلى المدينة التي دمرتها الحرب بعد أسبوعين على عرض الرئيس الأفغاني أشرف غني خطة لبدء محادثات سلام مع حركة طالبان، أكبر الحركات المتمردة في أفغانستان.

ولم يقدم المتمردون بعد رداً على عرض كابول، لكن ماتيس قال إن بعض قادة الحركة أعربوا عن اهتمامهم بالمحادثات.

وقال ماتيس، لصحافيين رافقوه في طائرته العسكرية، "قد لا يأتي جميع طالبان دفعة واحدة (...) لكن من الواضح أن بعض الأطراف لديهم مهتمون بإجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية".

والأسبوع الماضي وصفت طالبان الحكومة الأفغانية بأنها "غير شرعية"، وأن مساعيها لبدء عملية سلام "مخادعة". وقال ماتيس: "في الوقت الحالي نريد أن يقود الأفغان" المبادرة.

وعاودت الولايات المتحدة تركيزها على أفغانستان، بعد سنوات من تراجع دورها خلال حكم الرئيس السابق باراك أوباما، ووسط حديث كبار الجنرالات الأميركيين عن "عدم تحقيق أي انتصارات" و"حالة جمود" في النزاع المعقد.

وأضاف ماتيس: "كل شيء يعمل من أجل التوصل إلى مصالحة سياسية وليس لانتصار عسكري"، متابعا: "الانتصار سيكون مصالحة سياسية".

وفي إطار ما سمي بالاستراتيجية العسكرية لجنوب آسيا، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي بزيادة عمليات القصف ضد أهداف لطالبان، ومنها مختبرات تصنيع المخدرات ومعسكرات تدريب. ووصل أكثر من 3 آلاف عنصر من القوات الاميركية إلى أفغانستان، لتعزيز مهمات التدريب، وتقديم الاستشارة للقوات المحلية.

وينتشر نحو 14 ألف جندي اميركي حاليا في أفغانستان، مقارنة بنحو 8500 عسكري في نهاية ولاية أوباما.

وقال الرئيس غني لماتيس، خلال اجتماع في القصر الرئاسي شارك فيه ايضا الرئيس التنفيذي في الحكومة عبدالله عبدالله، ووزير الدفاع طارق شاه بهرامي، إن استراتيجية ترامب "قلبت الموازين" بالنسبة لأفغانستان.

ويأتي عرض غني بدء محادثات سلام فيما سجل عدد الإصابات بين المدنيين ارتفاعا كبيرا في الاشهر الماضية، وسط تصعيد طالبان هجماتها في البلدات والمدن، ردا على استراتيجية ترامب العسكرية الأكثر تشددا.

وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن 472 هجوما في يناير وحده، بحسب مجموعة "تراك" للأبحاث حول الإرهاب ومقرها واشنطن، وهو عدد كبيرا جدا، نظرا لأن الفصل التقليدي للمعارك لا يبدأ قبل تحسن الطقس في الربيع.

وقال ماتيس إن زيادة عدد الهجمات ضد المدنيين يشير إلى أن "طالبان"، التي تتعرض للضغوط، غير قادرة على القيام بعمليات أوسع نطاقا للسيطرة على اراض.

ولفت الى انه شاهد بعض التغيرات في سلوك باكستان منذ انتقاد ترامب اللاذع لها العام الماضي، لتوفيرها ملاذا آمنا لطالبان، وقال: "هناك عمليات ينفذها الجيش الباكستاني تساعد، وهي تجري في الوقت الراهن".

back to top