«هزة» في واشنطن بعد إقالة تيلرسون
ترامب طرد وزير خارجيته عبر «تويتر» وتوقعات برحيل كيلي وماكماستر
• عيّن بومبيو بدلاً عنه وسمى أول امرأة مديرة لـ CIA... وملف إيران على «نار حامية»
رغم أن احتمال حدوثها كان متداولاً على نطاق واسع، تسببت إقالة الرئيس دونالد ترامب وزير خارجيته ريكس تيلرسون، في هزة كبيرة بواشنطن، وسط تَخوُّف من تداعيات داخلية قد تؤدي إلى حالة من عدم التوازن داخل مؤسسة الحكم لأقوى بلد في العالم.
حسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجدل المتواصل منذ أشهر حول خلافاته مع وزير خارجيته ريكس تيلرسون، بإعلانه، أمس، إقالة الأخير من منصبه، من دون أن يعمد إلى لقائه أو على الأقل الاتصال به مباشرة، في خطوة عكست قلقاً داخلياً ومخاوف خارجية من مضاعفاتها المحتملة. ترامب، الذي كان يعتبر تيلرسون تقليدياً ومحافظاً جداً، اختار طرد الوزير عبر تغريدة في "تويتر" أعلن فيها تعيين مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) مايك بومبيو خلفاً لتيلرسون، مع تسمية جينا هاسبل، مديرة للوكالة، لتكون أول امرأة في هذا المنصب.ويحتاج تثبيت بومبيو وهاسبل إلى موافقة الكونغرس، وقد حدد بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، جلسة لهذا الشأن في أبريل المقبل.
وعلى الفور، أرفق ترامب قرار طرد تيلرسون بإعلان تمديد العمل ببرنامج العقوبات الشاملة المفروضة على إيران غير المرتبطة ببرنامجها النووي، عاماً واحداً. وفي مؤتمر صحافي، قبل إقلاعه في جولة على حدود ولاية كاليفورنيا لتفقد نماذج الجدار الذي يرغب في بنائه مع المكسيك، قال ترامب عن علاقته بتيلرسون: "كنا متفقين بشكل جيد، لكن اختلفنا حول بعض الأمور"، مضيفاً: "بالنسبة إلى الاتفاق (النووي) الإيراني أعتقد أنه رهيب، بينما اعتبره (تيلرسون) مقبولاً، وأردت إما إلغاءه أو القيام بأمر ما، أما هو فكان موقفه مختلفاً بعض الشيء، ولذلك لم نتفق". وربطت مصادر بين هذه الإقالة وموافقة ترامب قبل أيام على لقاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون دون التشاور مع الوزير، وبعد أن تعرض تيلرسون في أكثر من مرة لإهانات علنية من الرئيس بسبب تمسك الوزير بالحل الدبلوماسي ودعوته إلى الحوار مع بيونغ يانغ. كما ربطت المصادر بين الإقالة والموقف القوي لتيلرسون ضد روسيا بسبب محاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج في بريطانيا، موضحة أن محاولة ترامب إغلاق ملف التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، أجبرته على أن يطلب سريعاً من لجنة الاستخبارات في مجلس النواب إصدار تقريرها الذي يؤكد عدم وجود تدخل روسي، لقطع الطريق على إدانة تيلرسون لروسيا، بعدما رفض البيت الأبيض مساء أمس الأول التعليق، رغم اتهام رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي موسكو باحتمال الوقوف وراء محاولة الاغتيال. وفي تعليقه على قضية تسميم العميل المزدوج، قال ترامب أمس: "يبدو لي الأمر وكأنها روسيا، استناداً إلى كل الأدلة التي بحوزة لندن"، مضيفاً: "ستتحدث تيريزا ماي إليّ، وإذا اتفقنا، بعد الحصول على الوقائع، فسندين دور روسيا"، في وقت تحدثت أوساط عن صلات بين خطوة ترامب والأزمة الخليجية. وبينما أعلن مسؤول أميركي أن ترامب يريد تشكيل فريق جديد قبل المحادثات مع كوريا الشمالية، قالت أوساط في «الدفاع» أن الهزة التي تشهدها إدارة ترامب قد تكون سبباً لعمل خارجي ما، لافتة إلى كلام مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن نيكي هالي التي هددت بتحرك أميركي منفرد في سورية، مما قد يدفع بالتكهنات إلى حدود مقلقة، في ظل الأجواء التي تشهدها واشنطن، وخصوصاً أن موسكو أعلنت رسمياً أنها رصدت خططاً أميركية لشن ضربات صاروخية على مواقع حكومية في دمشق.وتسارعت التكهنات بأن يلحق بتيلرسون أعضاء كبار آخرون، إذ توقعت أوساط سياسية وإعلامية كبيرة أن يخرج كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي، وكذلك مستشار الأمن القومي هيربرت ماكماستر، بعدما بلغ سوء الانسجام مع الرئيس ترامب حده، بحسب معطيات ووقائع كثيرة.