بانتظار «لي كوان هو» كويتي
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
النزاهة والشفافية لم تنزل من السماء في دول مثل سنغافورة، وإنما بعمل وجهد دؤوبين من قيادتها، قلب "لي" وطنه من ميناء بسيط إلى واحة موانئ المنطقة، وأصبحت سنغافورة "الدولة المدينة" رمزاً للنظافة والتقدم والنزاهة، ومات "لي" زاهداً لم يترك ثروة ضخمة لأسرته، لكنه ترك وطناً سعيداً يعد في المركز الرابع أو الخامس في مقاييس النزاهة والشفافية، ومثل سنغافورة هناك بتسوانا في إفريقيا، ودول مثل كوريا الجنوبية وغيرها.محاربة الفساد في دول الثروة الطبيعية الثرية مسألة صعبة، فثروة مثل النفط تخلق واقعاً ريعياً، العمل كأساس القيمة الإنسانية لا يعد مهماً، فالأنظمة الحاكمة توزع هذه الثروة الناضبة على المتحلقين حولها دون حساب، وتشتري بها الولاءات من الصغير والكبير، ليس المطلوب الجهد الإنساني والإخلاص لمستقبل الوطن، المهم أن يستغلوا الريح إذا هبت، وقد هبت الريح وطارت الجماعات الكبيرة بالثروات، أما الأكثرية من ضحايا الغد فوعيهم في الأغلب هو في حالة نوم وتغييب، فما شأنهم في قضايا المال العام طالما هم يعيشون لحظة الحاضر بخير؟ وإذا تحركت أي فئة واعية منهم تتم ملاحقتها بقسوة وبسيف القانون، أو يتم ليّ حكم القانون والشرعية كي يناسب الظرف السلطوي.في الكويت، للأسف الحكومة يبدو أنها منزعجة من مؤشر الفساد بأكثر من انزعاجها من واقع الفساد ذاته، وهنا تظهر المأساة في رؤية وتشخيص سرطان الفساد الذي تضرب جذوره في أعماق الدولة، فلا يبقى عندها غير الأمل بـ "لي كوان" كويتي كي يقلب هذا الواقع ويجتث خلايا السرطان من جسد الأمة... سيكون هناك ألم ومعاناة وتضحيات لكن لا بأس... للضرورة أحكام.