موسكو تحذر واشنطن من تشكيل قوة فضائية
أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، عن الأمل في تشكيل "قوات فضائية" أسوة بالقوات البرية والبحرية والجوية وسلاح المارينز التي تتشكّل منها حالياً الجيوش الأميركية، قبل أن يسارع إلى إلقاء الشك حول مدى جديته في هذا الطرح.وقال ترامب، خلال زيارة قصيرة إلى قاعدة ميرامار الجوية في ضاحية سان دييغو "جنوب كاليفورنيا"، إن "استراتيجيتي الأمنية الجديدة تعترف بأن الفضاء هو منطقة قتال شأنه في ذلك شأن البر والجو والبحر".وأضاف، في خطاب أمام جنود من سلاح مشاة البحرية (المارينز): "كنت أتحدث عن هذا الأمر في ذلك اليوم، لأننا نقوم بعمل رائع في الفضاء. لقد قلت ربما نحن بحاجة إلى تشكيل سلاح جديد، قد نسميه سلاح الفضاء". وتابع الرئيس الأميركي وقد ارتسمت ابتسامة على وجهه: "في الواقع أنا لم أكن جدياً، لكنهم قالوا لي إنها فكرة سديدة. ربما ننفذها".
وفي الواقع فإن فكرة تشكيل سلاح فضاء في الجيش الأميركي تعود إلى عدة أشهر خلت، لا بل إن مجلس النواب أقر في يوليو مشروع قانون يلحظ تشكيل "قوة فضاء" مستقلة عن سلاح الجو، الذي يتولى حالياً الأنشطة المتعلقة بالفضاء. لكن أبرز المعترضين على هذه الفكرة هو وزير الدفاع جيم ماتيس، لأنه يعتبر أنها تتناقض ومساعيه الرامية إلى تجميع المهام القتالية في البنتاغون بدلاً من تشتيتها أكثر مما هي مشتتة أصلاً.والاعتراض نفسه أتى من قائدة سلاح الجو هيذر ويلسون، التي قالت، إن تشكيل قوة فضائية مستقلة "سيجعلنا في الواقع نسير في الاتجاه الخاطئ، سوف يبطئنا".ومنذ خمسينيات القرن الماضي يتولى سلاح الجو الإشراف على العمليات المتعلقة بالفضاء.وفي موسكو، تلقت الحكومة الروسية تصريحات ترامب بتوتر. ووجه دميتري روغوزين، نائب رئيس الحكومة الروسية لشؤون التصنيع العسكري، عبر صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك" تحذيراً إلى واشنطن، وقال في تعليق على تصريح ترامب: "إذا كان هذا الإعلان يعني نشر الأسلحة في الفضاء، فإن الولايات المتحدة تفتح صندوق باندورا".يجدر بالذكر أن صندوق باندورا في الميثولوجيا الإغريقية هو صندوق يتضمن كل شرور البشرية.