عبدالحميد البناي يحيي ليلة الفلكلور العراقي على مسرح «اليرموك الثقافي»
برنامجه الغنائي تضمن مقامات الجمال ودشت والرست والحكيمي
أحيا الفنان الكويتي عبدالحميد البناي ليلة الفلكلور العراقي، ضمن فعاليات الموسم الثقافي الـ23 لدار الآثار الإسلامية، أمس الأول، على مسرح مركز اليرموك الثقافي، بحضور جمهور يعشق المقام العراقي.واستهل صديق ديوانية الموسيقى بالدار صباح الريّس الأمسية قائلا: «هذه الليلة مع قارئ المقام العراقي الفنان عبدالحميد البناي (بو محمد)، وهو من الكويتيين القلائل الذين أجادوا فعلا قراءة المقام العراقي، تصاحبه في هذه الأمسية فرقته الموسيقية، التي تتكون من الكورال وعازفي العود والقانون والكمان والإيقاعات».وقبل تقديم برنامجه الغنائي، قال البناي: «تعد هذه الأمسية هي اللقاء الثاني بالجمهور الحبيب، ولا يسعني هنا إلا أن أتوجه بالشكر إلى دار الآثار الإسلامية، وصباح الريس، والشكر موصول للجمهور على حضوره الرائع، والفرقة الموسيقية على الاستعداد التام لهذه الليلة، وكان بودي أن يتم تأجيل اللقاء إلى الأسبوع المقبل، لأنني أشعر بالتهاب في الأحبال الصوتية».
وشرع البناي في شرح وغناء المقامات العراقية، بادئا بمقام «الجمّال»، وهو من نغم الحجاز، ويغنى بالشعر العربي الفصيح، ولا تصاحب موسيقاه الإيقاع، فأدى «جاءت مبرقعة فقلت لها أسفري /عن ذلك القمر المنير الأنورِ». ثم انتقل إلى مقام «دشت»، وهو من نغم الحُسيني، ويغنى بالشعر العربي الفصيح، وتدخل فيه الميانة وبعض الكلمات الفارسية أو التركمانية، ولا تصاحب موسيقاه الإيقاع، مؤديا «فجودوا بوصل فالزمان مفرق/ وأكثر عمر العاشقين قصير». وتلاه بمقام «الرست»، العراقيون يلفظون الراست بلا ألف أي رست، يغنى بالموّال (الزهيري)، ومع إيقاع الوحدة (4/4)، مغنيا «آه يا أسمر اللون/ حبيبي الأسمراني/ حبيبي وعيونه سود/ أما الكحله رباني».ليختتم البناي برنامجه، بمقام الحكيمي، وهو من نغم السيكاه، وفيه ختمة من مقام الركباني، يغنى بالموّال (الزهيري)، يضرب بإيقاع (12/ 4)، حيث اختار زهيرية للراحل محمد حمد بن حسين، والختمة كانت من كلمات الفنان حمد خليفة.وكان البناي كعادته مبدعا، رغم اعتذاره في البداية، بسبب مرضه، إلا أنه أجاد قراءة المقام، باحترافية عالية، مثبتاً أنه من كبار قراء المقام وذو صوت وأداء شجي عذب. يذكر أن عبدالحميد البناي تخصص في المقام العراقي منذ 46 سنة، ولظروف ما لم يظهر نفسه، ويعتبر نفسه هاويا، وكانت أمسيته العام الماضي ضمن فعاليات دار الآثار الإسلامية في موسمها الثقافي الـ22، ويعد ظهوره الأول، وقد تأثر بيوسف عمر ومحمد القبانجي.