«حماس» تنهي التفاوض مع حركة فتح!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
كان هؤلاء يعملون ويخططون لأن تكون الخطوة الثانية بعد مصر باتجاه الأردن والقضية الفلسطينية، ويقيناً لو أنهم نجحوا في مخططاتهم هذه لكانت هذه المنطقة الآن في أيديهم، ولأصبح حل القضية الفلسطينية على أساس حل خلافات شعوب ودول الأديان السماوية الثلاثة، الإسلام والمسيحية واليهودية، ولكانت قضية الشعب الفلسطيني، التي هي قضية العرب والمسلمين، انتهت نهاية مأساوية وكما يريد الإسرائيليون.لقد رفض الإخوان المسلمون الثورة الفلسطينية مباشرة بعد صدور بيان حركة "فتح" – العاصفة – رقم "1" في الفاتح من عام 1965، واتهموها بالشيوعية والإلحاد، وبالسعي إلى توريط العرب والمسلمين في حرب غير متكافئة "مع العدو الصهيوني"، ولعل ما لا تعرفه هذه الأجيال الشابة أنهم أطلقوا على "حركة التحرير الوطني الفلسطيني" الحركة التوريطية، وقالوا فيها أكثر مما قاله مالك في الخمر.لقد كان "أبوعمار"، رحمه الله، يحرص وخاصة بعد الخروج من بيروت، على الوحدة الوطنية، وحاول استدراج "حماس"، بعد تأسيسها بعام واحد، لحضور المجلس الوطني الفلسطيني، الذي عقد في الجزائر عام 1988، ليُظهر أن الفلسطينيين موحدون بكل قواهم، وأن الاعتراف بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 هو اعتراف فلسطيني، وأن الدولة الفلسطينية المستقلة المنشودة هي دولة للفلسطينيين كلهم بكل قواهم وتنظيماتهم المقاتلة وغير المقاتلة... لكن التنظيم العالمي الإخواني رفض هذا رفضاً مطلقاً، بل وبادر، من خلال فروعه المتعددة، وفي مقدمتها إخوان مصر، وإخوان الأردن، بشن حملة إعلامية هائلة على ذلك المجلس وقراراته ومنظمة التحرير وحركة فتح والرئيس الراحل أبو عمار شخصياً، رحمه الله.