تتجه الأنظار إلى مقار السفارات المصرية اليوم، مع انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية في الخارج، والتي تقام على مدار 3 أيام تنتهي بعد غد الأحد، في منافسة محصورة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، الطامح لولاية ثانية، ومنافسه رئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى، الراغب في تمثيل مشرف، بينما يترقب الجميع نسب إقبال المصريين في الخارج على التصويت كمؤشر أوّلي على إقبال المصريين في انتخابات الداخل أيام 26 و27 و28 الجاري، وسط توقعات بأن يكون العزوف هو سيد المشهد بسبب ضعف التنافس.وتعد الانتخابات الرئاسية الحالية هي الرابعة في تاريخ مصر، فمنذ إعلان الجمهورية عام 1953 اعتادت مصر على الاستفتاءات الصورية على بقاء رئيس الجمهورية، حتى عام 2005 عندما قرر الرئيس الأسبق حسني مبارك إجراء أول انتخابات رئاسية كسبها بسهولة، ثم أجريت أول انتخابات رئاسية تنافسية بعد ثورة 2011، في العام التالي، وفاز بها الرئيس الأسبق محمد مرسي، في حين فاز السيسي بانتخابات 2014.
وتفتح السفارات المصرية أبوابها عند الساعة التاسعة صباح اليوم حتى التاسعة مساء لاستقبال المصوتين، إذ تجرى الانتخابات بالخارج في 139 مقرا انتخابيا ببعثات مصر الدبلوماسية والقنصلية في 124 دولة، تم تجهيزها وتزويدها بأجهزة حديثة يتم الاعتماد عليها لقراءة الرقم القومي أو جواز السفر المميكن للناخب، لاستقبال نحو 10 ملايين مصري بالخارج يحق لهم التصويت، وتعد دولة نيوزيلندا أول دولة تجرى فيها انتخابات الخارج، فيما ستكون لجنة لوس أنجلس الأميركية آخر لجنة تفتح أبوابها، وذلك لاختلاف التوقيت.من جهتها، وجهت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، نبيلة مكرم، رسالة إلى المصريين المقيمين خارج البلاد، أمس، تحثهم خلالها على المشاركة في الانتخابات الرئاسية كحق دستوري، وقالت مكرم في رسالتها: "نحتاج الآن إلى الالتفاف حول الوطن في هذه المرحلة، كما نحتاج إلى إبراز دور المصريين بالخارج في الانتخابات الرئاسية، فهم جنود يدافعون عن بلدهم في هذا اليوم، ومشاركتهم في الانتخابات واجب وطني".وتابعت: "لابد من الحفاظ على ما تحقق من مكتسبات للمصريين جميعا من حقوق سياسية وغيرها، فالجهد الذي سيبذله المصري في الخارج في الإدلاء بصوته الانتخابي يعادل جهد الجندي المتصدي للإرهاب على الحدود يؤمّن دولته"، معلنة انتهاء تجهيز غرفة عمليات بالوزارة لمتابعة سير العملية الانتخابية بالخارج، بالتعاون مع وزارة الخارجية والهيئة الوطنية للانتخابات.دخل مفتي الديار، شوقي علام، على خط حث المصريين في الخارج على المشاركة، إذ وجه كلمة مصورة أمس، للمصريين دعاهم فيها إلى المشاركة الفعالة في الانتخابات، معتبرا أن المشاركة في حد ذاتها واجب وطني يدعم أركان الدولة، محذرا من أن الدعوة إلى السلبية والمقاطعة "ليس فيها أدنى خير أو مصلحة لبلادنا، ولا تلبي حاجة الوطن في هذا الظرف الدقيق"، وأشار إلى أن الداعين إلى المقاطعة لم يدركوا الفرق بين الخصومة السياسية والمصلحة الوطنية.
سقوط مصر
وبدا الرئيس السيسي غير مهتم بالانتخابات التي لم يقم خلال الفترة الدعائية بجولة انتخابية واحدة في أي من المحافظات المصرية، مكتفيا بما حققه من إنجازات في كشف حسابه عن السنوات الأربع الماضية، وظهر السيسي أمس، خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ 27 للقوات المسلحة، وقال إن "أمن الأمة العربية يتوقف على أمن مصر"، مضيفا: "والله لو سقطت مصر لضاعت الأمة كلها، أنا بأقسم بالله".واستطرد السيسي، قبل تكريمه لأسر شهداء القوات المسلحة والشرطة، قائلا: "أنا مش بقول الكلام ده عشان أنا مصري، لازم الكلام ده يبقى واضح عندكم، إحنا 100 مليون، إحنا القلب، قلب الأمة، يا نعيش فتعيش، أو لا قدر الله"، لكنه أبدى تفاؤله قائلا لعموم المصريين: "إن شاء الله لن يجرؤ أحد أبدًا على المساس بيكم طول ما الجيش فيه نفس، وطول ما الشرطة فيها نفس، يا نموت كلنا يا نعيش كلنا"، مؤكدا استعداده لارتداء "الأفارول" والنزول للقتال بجوار الأبطال "علشان تحيا مصر".وشدد على أن ما تحقق خلال فترة رئاسته الأولى "رغم التمن والألم والجرح، لكن بفضل الله كان تمنه الأمن والسلام مش بس لمصر، لكن لكل الأمة العربية"، ولفت إلى أن مصر شهدت إبان عام 2013 أياما صعبا، مع عدم وجود الأمل، فضلا عن أن الدولة كانت في سبيلها إلى الضياع، مع تهديد بحرب كبيرة، في إشارة إلى فترة القلاقل التي صاحبت إطاحة مرسي.وفيما أكد الخبير الاستراتيجي، اللواء طلعت مسلم، أن الرئيس تحدث عن حقيقة معلومة، وهي أن انهيار مصر سيؤدي إلى تفكك المنطقة العربية إلى الأبد، قال مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد نورالدين، لـ "الجريدة"، إن حديث السيسي يكشف عن حجم المؤامرات والمخططات التي تحاك ضد مصر من قبل دول كبرى وإقليمية، مضيفا: "مصر هي الصخرة التي تحطمت عليها كل محاولات تفكيك المنطقة وجرها إلى الفوضى، لذا على المصريين الانتباه والالتفاف خلف الرئيس في مواجهة الأخطار التي تحيط بنا".سفر إسماعيل
في سياق منفصل، غادر رئيس الحكومة المصرية شريف إسماعيل، القاهرة أمس، متوجها إلى ألمانيا في زيارة تستغرق عدة أيام للاطمئنان على حالته الصحية ومتابعة الفحوص الطبية بعد الجراحة التي أجراها في ألمانيا نهاية العام الماضي، للعلاج من مرض سرطان البنكرياس، وقال مصدر حكومي إنه من المتوقع أن يعود إسماعيل إلى القاهرة قبل يوم الأحد المقبل.