لبنان: دعم مالي وسياسي «للدولة» في «روما 2»
• الجارالله: الظروف تحتم أن يكون له جيش قادر على بسط سيادته
• ساترفيلد يقدم اقتراحاً جديداً حول «البلوك 9»
شهـــــــدت أعمـــــــال مؤتمـــــــر «روما 2» في العاصمة الايطالية، أمس، بمشاركة كل الدول المدعوة، دعماً سياسياً ومالياً غير مسبوق للبنان وأجهزته العسكرية والأمنية. وشكل دعم الجيش أولوية لدى الدول، لجهة زيادة انتشاره على كامل الارض اللبنانية، ليحل بعد وقت مكان قوات «اليونيفل» في الجنوب. وفي حين عرضت الخطة الخمسية التي أعدّها لبنان وتتضمن متطلبات الجيش والاجهزة الامنية، اعتبر المعنيون في المؤتمر أنها تستلزم مبالغ كبيرة، على أن تدرس المسألة بروية.
لقاءات الحريري
وسُجلت سلسلة لقاءات واتصالات تمهيدية لرئيس الحكومة سعد الحريري، الذي استقبل صباح أمس الممثل الشخصي للرئيس الروسي للشرق الاوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، وعرض معه المساهمة الروسية في المؤتمر والعلاقات الثنائية بين البلدين. وقال بوغدانوف، بعد الاجتماع: «لدينا تعاون مثمر مع لبنان منذ زمن طويل في مختلف المجالات، بما فيها تعزيز القدرات القتالية للجيش، ليتمكن من محاربة داعش والنصرة». وتابع بوغدانوف: «لبنان من أهم الدول في المنطقة، ولديه أيضاً بعض المشاكل مع اسرائيل فيما يخص الحدود والمياه والأمن، ونحن ندعم دائما المصالح المشروعة لأصدقائنا في لبنان، ونطالب الجميع باحترام سيادة لبنان ومصالحه السياسية والاقتصادية والأمنية». وختم: «بحثنا ايضا مسألة اللاجئين السوريين في لبنان والدول الاخرى، وهذا ملف معقد جدا خصوصا بالنسبة للاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في لبنان، واتفقنا على مواصلة الاتصالات وأن ندفع الامور في الاتجاه المطلوب لتعزيز روابط الصداقة والتعاون المتبادل المبني على المنفعة المتبادلة».كما استقبل الحريري، بعد ظهر أمس، في مقر اقامته في روما وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، يرافقه الموفد الفرنسي المكلف التحضير لمؤتمر «سيدر» المقرّر عقده الشهر المقبل.وكان الحريري استقبل مساء أمس الأول، مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط دايفيد ساترفيلد، واستعرض معه آخر التطورات في لبنان والمنطقة.وأكدت مصادر سياسية متابعة، لـ«الجريدة»، أن «المسؤول الأميركي تطرق إلى مسألة الخلاف على البلوك رقم 9 النفطي بين لبنان وإسرائيل»، مشيرةً إلى أنه «قدم اقتراحاً جديداً لرئيس الحكومة فيما خص ملكية البلوك». وأضافت المصادر أن «الحريري أعاد التشديد على حق لبنان الكامل باستثمار هذا البلوك»، مؤكداً «رفض الدولة التفاوض حول هذا الموضوع».باسيل
في السياق، دعا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من روما، أمس، «الأونروا» الى «شطب كل لاجئ فلسطيني من قيودها، في حال تغيبه عن الأراضي اللبنانية، أو في حال حصوله على جنسية بلد آخر»، مضيفاً: «أدعو المجتمع الدولي الى تنظيم حملة العودة الطوعية للاجئين السوريين». وإذ اشار إلى أن «النازح واللاجئ يبقى على أرضنا، فيما الوعود تتبخر تاركةً لبنان وحيداً»، شدد باسيل على أن «لبنان مدرسة في الإنسانية، لكنه لا يريد استنساخ تجربة الفلسطينيين على السوريين. فكيف لمجتمع دولي عاجز عن الإيفاء بالتزاماته تجاه الأونروا أن يطلب من لبنان إدماج النازحين السوريين؟».العماد عون
إلى ذلك، حضر قائد الجيش العماد جوزف عون، على هامش مؤتمر روما أمس، اجتماعا في قيادة القوات المشتركة الإيطالية، حيث التقى كلا من قائد القوات المشتركة وقائد القوات الجوّية وقائد القوات البحرية، وقائد القوات العاملة في الشرق الأوسط. وقدم الجانب اللبناني خلال الاجتماع عرضا مفصلا عن حاجات الجيش اللبناني وفقا للمهمات الموكلة إليه. وعبر العماد عون عن شكره للجهود المبذولة في سبيل إنجاح المؤتمر، وللهبات الإيطالية المتواصلة للجيش اللبناني، بالإضافة إلى الدور المهم الذي تؤديه الوحدات العسكرية الإيطالية العاملة في إطار قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.الجارالله
وقال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، أمس، إن «مشاركة الكويت في مؤتمر روما الثاني لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن، تأتي في ظل ظروف أمنية صعبة في لبنان الذي يعاني منذ فترة طويلة عدم الاستقرار». وأضاف الجارالله: «لبنان مر بأوقات حرجة على مستوى الأمن والاستقرار، في حين لم يتمكن الجيش وقوى الأمن اللبنانية منذ سنوات من ممارسة دورها الطبيعي في فرض الأمن والاستقرار والحفاظ عليهما».وتابع: «هذه الظروف والتحديات تستلزم أن يكون للبنان جيش قادر على بسط سيادة الدولة وسيطرتها، وقادر على توفير الأمن وتحقيق الاستقرار في هذا البلد، بجانب مسؤولية ودور قوى الأمن في استتباب الأمن العام على أراضيه».وقال إن «الكويت انطلاقا من حرصها على لبنان ودعمه واستقراره وعلى دعم تنميته لم تتوقف يوما، على الاطلاق، عن دعم العمل التنموي والمشاريع التنموية فيه، لما ينعكس بشكل أساسي ومصيري جدا على أوضاع البلد». وختم الجارالله: «الكويت تدعم لبنان بواسطة هذه المشروعات، وعبر الدعم الاقتصادي وتقديم ما تحتاج إليه الدولة من تمويل في كل المجالات التي تلبي متطلباته التنموية».