لندن تستهدف «أثرياء بوتين»... وبوادر «حرب مالية»
• موسكو تتخوف من ربط تسميم سكريبال بـ«كيماوي» سورية
• عقوبات أميركية بسبب التدخل الروسي في «رئاسية 2016»
على وقع المواجهة المفتوحة بين بريطانيا وروسيا بعد محاولة اغتيال العميل المزدوج سيرغي سكريبال في مدينة سالزبري جنوب إنكلترا عبر تسميمه بغاز الأعصاب، لاحت في الأفق بوادر حرب مالية بين البلدين، بعد أن كشفت لندن أنها فتحت بالفعل تحقيقات حول أنشطة أثرياء روس مقيمين فيها تربطهم صلات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متجاوزة المخاوف على مصير الاستثمارات البريطانية الكبيرة في روسيا. في المقابل، وصفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا لندن بأنها «مركز غسل أموال يؤوي المجرمين»، متهمة السلطات البريطانية برفض تسليم عشرات المطلوبين لموسكو بتهم فساد مالي وجرائم. وبينما لاقت بريطانيا دعماً كبيراً من حلفائها الغربيين من خلال بيان مشترك ضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وبرلين، يندد بموسكو، تعهدت باريس بفرض إجراءات عقابية قريباً، كما انضمت إلى واشنطن ولندن في تحميل موسكو مسؤولية تسميم العميل سكريبال بغاز الأعصاب في 4 الجاري.
وفي خطوة تعكس ارتباكاً روسياً عشية انتخابات رئاسية محسومة النتائج، ستتوّج فلاديمير بوتين رئيساً لولاية رابعة، أطلق مسؤولون روس مواقف متضاربة بشأن هجوم سالزبري.ورأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الأمر برمته ربما يهدف إلى تعقيد استضافة روسيا لنهائيات كأس العالم لكرة القدم هذا الصيف، بينما رأت زخاروفا أن هناك محاولات لربط قضية سكريبال بالهجمات الكيماوية في سورية.أما المفاجأة الكبيرة، فقد ظهرت في واشطن التي أعلنت عقوبات غير مسبوقة تستهدف خمسة كيانات و19 روسياً، متهمين بمحاولة التأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2016 التي فاز فيها الرئيس دونالد ترامب والضلوع في هجمات معلوماتية أخرى.