شوشرة: أمل «البدون»
![د. مبارك العبدالهادي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/43_1682355165.jpg)
إن الانتماء إلى وطن لا تحدده ورقة بالنسبة لأبناء البدون كما يؤكدون، لأن حب الكويت ولد وعاش ويعيش معهم في كل لحظة، وهذا الأمر الذي لا يعيه بعض من حملوا لواء "ولد بطنها" الذين يسعون لتفكيك المجتمع الكويتي بأفكارهم المسمومة وتصنيف أبناء الشعب الكويتي على مزاجهم، ولا يزالون يرددون عبارة هذا بدوي وهذا حضري وهذا سني، وهذا شيعي، وغيرها من التصنيفات التي تحتاج إلى تدخل طبي من المختصين في علمي النفس والاجتماع لعلاجهم من عش الدبابير الذي اعتادوا العيش فيه والاختباء خلفه. إن حب الوطن الذي ترعرع في نفوس أبناء البدون لم يأت بالفرض أو من أجل حفنة من الدنانير، بل بالانتماء إليه، والدليل على ذلك كم من البدون هاجروا وحصلوا على الجنسيات الأوروبية أو العربية ثم عادوا إلى الكويت للعيش فيها، وكم من أبناء البدون ما إن تلتقيهم في الخارج ويعرف أنك كويتي حتى تجده أمامك وهو يقول لك "هلا بريحة الأهل... كم مشتاقين حق ديرتنا الكويت"، هذا الأمر لم يعرفه بعض المتكالبين على قضية البدون الذين يعلمون جيدا كم من الظلم قد وقع على بعض الأبرياء من هذه الفئة، ولست هنا في هذا المقال أكتب لتسجيل موقف أو بطولة بحق هؤلاء الأشقاء بقدر ما أريد التعريف بمدى ألمهم ومعاناتهم اليومية التي يجهلها الذين لا يزالون يكابرون في مواقفهم.أن قول كلمة الحق في هذه القضية هو من الشجاعة التي يفتقدها بعض من يكررون المثل "أنا ومن بعدي الطوفان".إن الكويت بلد الخير والإنسانية، لا يساوم أحد من أبناء البدون على حبها والإخلاص لها، لأنها موطنهم، ومن عليه علامات الاستفهام كما قلناها سابقا فالجهات المختصة تعرفه جيدا وتعلم من هو وما انتماءاته الحقيقية.البدون ينتظرون الإعلان عن انضمامهم إلى الجيش الكويتي لخدمة بلد الإنسانية والدفاع عنها والتضحية من أجلها.آخر الكلام:لمن سألني عن "السلوقي وأبو جغيرة" في مقالي السابق، فالجواب التفتوا يميناً وشمالاً وستجدونهما حولكم.