التبرع بالدم... عمل نبيل وواجب ديني عظيم
![خالد مقبل الماجدي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1516989312482013900/1516989317000/1280x960.jpg)
أما إذا كان المتبرع يعاني فقداناً غير متوقع للوزن والشهية أو عرقاً ليلياً، أو سخونة ليلية، فيتم التبرع عن طريق جمع الدم في كيس يحتوي على مادة مانعة للتجلط متصل بإبرة معقمة تستعمل مرة واحدة فقط، توصل من الوريد في الذراع، ويتم التبرع في فترة زمنية تتراوح بين 5 و10 دقائق، يكون خلالها تحت الرعاية الطبية، ولتكرار التبرع، فإنه يكون بعد نحو 4 أشهر، على أن تكون كمية الدم المأخوذة ما بين 400 و450 مليلترا. التبرع عملية إنسانية يستفيد منها المصابون في الحوادث، ومن ستجرى لهم عمليات كبيرة، والأطفال الخدج والمصابون بأمراض الدم (تكسر خلايا الدم، فقر الدم المنجلي، أو سرطان الدم)، ومرضى الأورام والطب النووي، ومرضى الكبد والغسل الكلوي والحروق.وينبغي أن يكون كل منا على علم بأن تبرعه بالدم يمثل شهادة صحية تدل على سلامته، حيث يخضع لفحص طبي للجسم، وفحص مخبري لدمه للتأكد من عدم وجود مرض التهاب الكبد الوبائي بنوعيه (ب، ج) والملاريا والإيدز والزهري، وفي حالة وجود أي مشكلة فإن بنك الدم يقوم بتوفير الاستشارة اللازمة والتوجيه للجهة المناسبة لمتابعة الحالة.إضافة إلى ذلك يساعد التبرع على تنشيط نخاع العظم في إنتاج خلايا دم جديدة تستطيع حمل كمية أكبر من الأوكسجين إلى أعضاء الجسم الرئيسية، إذ يساعد مثلا الدماغ على زيادة التركيز والنشاط في العمل وعدم الخمول.وبشأن الاحتياطات وما ينبغي على المتبرع فعله، فعليه أخذ قسط كاف من النوم ليلة التبرع، مع تناول وجبة متوازنة قبل التبرع بحوالي ساعتين، فضلاً عن شرب سوائل خالية من الكافيين، أما عن الرعاية بعد التبرع، فيبقى المتبرع على السرير مدة 5 دقائق تحت الملاحظة الطبية، مع الإكثار من شرب السوائل، والامتناع عن التدخين ساعتين، وإذا شعر بالغثيان أو الدوران فعليه أن يستلقي على السرير، ويكون مستوى الرأس منخفضاً عن الجسم، أو الجلوس مع وضع الرأس بين الركبتين مدة 5 دقائق، وتجنب القيام بأعمال شاقة مجهدة لمدة 24 ساعة. كما أن تشجيع المواطن والمقيم يشكل ضرورة ملحة، لذا ينبغي العمل على تثقيف المجتمع بشأن التبرع بالدم في القطاعين الحكومي والخاص. الدم هو هبة الحياة، حيث يمكنه أن ينقذ كثيراً من الأرواح، فما أجمل أن تجري دماؤنا في عروق أجساد أتعبها المرض لنعيد إليها الأمل، وعلى كل فرد منا أن يشعر بمسؤوليته الإنسانية ويبادر إلى التبرع بالدم.