لندن تصعّد ضد موسكو... وتتهم بوتين بتسميم سكريبال
• نيوزيلندا تنضم لحملة الغرب
• كوربين يحذر من حرب باردة
• برلين تعارض مقاطعة المونديال
صعّدت المملكة المتحدة ضد روسيا واتهمت الرئيس فلاديمير بوتين باتخاذ قرار محاولة اغتيال العميل المزدوج سيرغي سكريبال باستخدام غاز الأعصاب المحرم دولياً، في أول هجوم من نوعه على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
وسط تحذيرات من إشعال حرب باردة جديدة بين الغرب وروسيا، اتهم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإصدار أمر بمحاولة اغتيال عميل روسي مزدوج باستخدام غاز الأعصاب المحرم دولياً داخل بريطانيا.وقال جونسون، أمس، إن من المرجح بشدة أن يكون بوتين بنفسه هو من أصدر قرار استخدام الغاز المخصص للأغراض العسكرية في "هجوم بشوارع المملكة المتحدة، في شوارع أوروبا للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية" التي انتهت عام 1945.وأضاف: "ليس لدينا أي شيء ضد الروس أنفسهم. لن يكون هناك رهاب من الروس نتيجة ما يحدث". وتابع: "خلافنا مع الكرملين بقيادة بوتين وقراره".
وانضمت نيوزيلندا إلى بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا في إدانة روسيا على خلفية اتهامها بتسميم العميل المزدوج بين لندن وموسكو، سيرغي سكريبال، وابنته، وأعلنت إرجاء خطط استئناف محادثات التجارة مع روسيا، التي جرى تعليقها في 2014.وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن في بيان أمس: "رغم الشجب الدولي، فإن رد الفعل الروسي تهكمي وساخر وغير ملائم".وأضافت: "لا يوجد توضيح بديل مقبول حتى الآن أن العمل لم يصدر إلا من روسيا، ولا يوجد شك في أن موسكو لديها أسئلة جادة للإجابة عليها".وبررت المسؤولة النيوزيلندية "الغضب العارم" للإنكليز في وجه الاستخدام السافر والقاسي للأسلحة الكيماوية في بلدة سالزبري الإنكليزية، وتابعت: "خلف الهجوم إصابة 3 أشخاص بينهم رجل شرطة كان في موقع الحادث، ومن المحتمل أنه هدد آخرين".
مساعدة وتفاصيل
في غضون ذلك، ذكر متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس، أن لندن خاطبت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لمساعدتها في التحقق بشكل مستقل من غاز أعصاب استخدم في تسميم العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال.وقال المتحدث: "نعمل مع الشرطة لنمكنهم من التحقق بشكل مستقل من تحليلنا وإطلاع شركائنا الدوليين على الأمر". وأضاف أنه لا يوجد إطار زمني محدد لتلك العملية.وأفادت تقارير بريطانية بأن غاز الأعصاب الذي استخدم في تسميم العميل الروسي وضع في حقيبة ابنته قبل أن تغادر موسكو. ويرقد سكريبال وابنته يوليا (33 عاماً) منذ 4 مارس الحالي في حالة حرجة بمشفى بريطاني بعد تعرضهم لغاز الأعصاب القاتل (نوفيتشوك) الذي كان الجيش السوفياتي أول من طوره.تحذير ومعارضة
في هذه الأثناء، حذر زعيم "حزب العمال" البريطاني المعارض جيريمي كوربين، من إشعال حرب باردة مع روسيا قبل توفر أدلة كاملة على تورط موسكو في الهجوم بالغاز المحرم استخدامه دولياً.وقال زعيم المعارضة العمالية، إن "مجموعات مشابهة للمافيات" في روسيا قد تكون تقف وراء الهجوم. وأضاف: "إما إنها جريمة سمحت بها الدولة الروسية، أو أن الدولة سمحت بأن تفلت هذه المواد السامة من سيطرتها".وتابع: "في الحالة الثانية، لا يمكن استبعاد عمل مجموعات روسية مشابهة للمافيات سمح لها باتخاذ موطئ قدم في بريطانيا". واعتبر أن "التسرع قبل أن تجمع الشرطة الأدلة، في أجواء برلمانية محمومة، لا يخدم العدالة أو أمننا القومي".وواجه الزعيم اليساري انتقادات من نواب حزبه لعدم دعمه بالكامل الحكومة المحافظة، التي قالت إن موسكو "مذنبة" في الهجوم.في موازاة ذلك، أعرب وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر عن عدم تأييده لمقاطعة بطولة كأس العالم لكرة القدم "مونديال موسكو 2018" المقررة إقامتها في روسيا العام الحالي، رغم اتساع هوة الخلاف مع موسكو.رد الكرملين
في المقابل، اعتبر "الكرملين" إقحام وزير الخارجية البريطاني اسم بوتين في قضية محاولة اغتيال الجاسوس، أمراً صادماً ولا يمكن التسامح معه، نافياً أي علاقة لبلاده بالاعتداء.وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، إن بلاده لا تميل للحديث عن "حرب باردة" جديدة بينها والدول الغربية بسبب الأزمة مع بريطانيا. وأضاف: "يجب على لندن تقديم أدلة بدلاً من الاتهامات الفارغة، التى توجهها لروسيا في قضية سكريبال".وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن موسكو ستقوم بطرد دبلوماسيين بريطانيين رداً على قرار لندن طرد 23 دبلوماسياً روسياً على خلفية قضية التسميم. ونفت روسيا أي ضلوع لها في تسميم الجاسوس السابق.في سياق آخر، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله أمس، إن موسكو سترد على حزمة عقوبات أميركية جديدة بتوسيع قائمتها السوداء للأميركيين.وأضاف أن روسيا لا تستبعد أي إجراءات إضافية في ردها على العقوبات الجديدة، التي فرضت عليها بزعم تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأميركية وشن هجمات إلكترونية، وهو ما تنفيه موسكو.وفرضت وزارة الخزانة الأميركية، أمس الأول، عقوبات على 19 مواطناً روسياً وخمسة كيانات، فيما يشكل أكبر خطوة تتخذها واشنطن ضد موسكو منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة.ولاحقاً، أفادت وكالة ايتار تاس بأن موسكو كلفت لجنة روسية بفتح تحقيق جنائي لكشف ملابسات محاولة تسميم سكريبال ببريطانيا.كما أعلنت موسكو فتح تحقيق في "قتل" نيكولاي غلوشكوف الروسي الذي كان يقيم في بريطانيا والحليف السابق لرجل الأعمال الروسي الراحل بوريس بيريزوفسكي، وعثر عليه ميتاً في ظروف لم تتضح الاثنين الماضي في لندن، مؤكدة استعدادها العمل مع الهيئات المختصة في بريطانيا.
بريطانيا تطلب مساعدة منظمة حظر «الكيماوي» لكشف أول هجوم منذ الحرب العالمية الثانية