انطلق ماراثون الانتخابات الرئاسية في مصر رسمياً، أمس، مع انطلاق عملية تصويت المصريين بالخارج، التي تستمر على مدار ثلاثة أيام تنتهي غدا، على أن تجرى انتخابات الداخل أيام 26 و27 و28 مارس الجاري، في الانتخابات التي يتنافس فيها كل من الرئيس عبدالفتاح السيسي لولاية ثانية، ورئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى، الذي لا يطمح في أكثر من تمثيل مشرف.

وعلى الرغم من أنه من المبكر حسم نسب مشاركة المصريين بالخارج في الانتخابات، فإن المشاهد الأولية أمام السفارات المصرية، أمس، توحي بأن المشاركة في حدود المتوسط، إذ يحق لنحو 10 ملايين مصري بالخارج الإدلاء بأصواتهم أمام 139 مقرا انتخابيا ببعثات مصر الدبلوماسية والقنصلية في 124 دولة، وتعد دولة نيوزيلندا أول دولة تجرى فيها انتخابات الخارج، في حين ستكون لجنة لوس أنجلس الأميركية آخر لجنة تفتح أبوابها، لاختلاف التوقيت الدولي.

Ad

وتعد هذه هي الانتخابات الرابعة في مصر منذ 2013، إذ شهدت هذه الفترة إجراء انتخابات برلمانية واستفتاء على الدستور، ثم انتخابات رئاسية عام 2014، كما أنها الانتخابات الرئاسية الرابعة في تاريخ مصر عموما، منذ أول انتخابات رئاسية عام 2005، والتي فاز بها الرئيس الأسبق حسني مبارك، ثم انتخابات 2012 التي فاز بها الرئيس الأسبق محمد مرسي، ثم انتخابات 2014 التي فاز بها السيسي.

وشهدت بعض السفارات المصرية في دول الخليج ازدحاما من عشرات المصريين، وشهدت السفارات والقنصليات المصرية إقبالا في معظم دول الخليج والأردن، بشكل فاق بقية أنحاء العالم، ورقص بعض الناخبين والناخبات أمام مقار السفارات، في حين أطلقت بعض المصريات "الزغاريد" احتفالا بالمشهد، وتتركز الكتل التصويتية في الخارج في ثلاث دول هي السعودية والأردن والكويت، وهي الدول التي يوجد بها نحو نصف عدد من يحق لهم التصويت خارج مصر.

المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، نشر عبر حسابه الرسمي على "تويتر" مجموعة من الصور لصفوف من الناخبين المصريين في عدد من الدول قائلا: "فخر لكل مصري ومصرية أن يرى هذا المشهد الرائع لأبناء الجاليات المصرية في الخارج، وهم يحرصون على المشاركة في الانتخابات الرئاسية منذ الصباح الباكر"، مؤكدا أن سفراء مصر يتابعون أدق تفاصيل العملية الانتخابية على مدار الساعة.

رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، المستشار لاشين إبراهيم، قال في تصريحات رسمية، إن الهيئة تأكدت من انتظام سير العمل داخل جميع لجان الاقتراع في الانتخابات بالنسبة للمصريين بالخارج، وأشار إلى أن الهيئة الوطنية للانتخابات لم تتلق أي شكاوى تتعلق بسير العملية الانتخابية، وأن الانتخابات تسير بشكل جديد على قدم وساق بانتظام تام، وكشف عن أن غرفة العمليات التي شكلتها الهيئة لمتابعة الانتخابات في الخارج تلقت أنباء إيجابية تفيد باحتشاد المصريين بأعداد كبيرة للإدلاء بأصواتهم أمام السفارات والقنصليات خاصة في الكويت وأبو ظبي ودبي والرياض وجدة.

وأشار إبراهيم إلى أن الناخبين في الخارج اصطفوا بنظام وأعداد كبيرة، أمام مقار عدد من السفارات والقنصليات، خاصة في الدول العربية، وعلى وجه الخصوص بدولة الكويت، قبل بدء لجان الانتخابات أعمالها في التاسعة صباحا، "في مظهر حضاري ينم على وعي كبير وحرص على أداء واجبهم الانتخابي"، ولفت إلى أن الانتخابات في مقار البعثات الدبلوماسية بدول أوروبا بدأت أعمالها بسلاسة وسط حرص من الناخبين على الحضور والمشاركة الإيجابية.

وعقد المتحدث باسم الهيئة الوطنية للانتخابات، المستشار محمود الشريف، في تمام الثالثة من عصر أمس، المؤتمر الصحافي الأول للهيئة لمتابعة سير العملية الانتخابية، وأكد أن التصويت يجري بشكل منتظم ومرض جدا، وأن بعض السفارات طلبت الدعم بأجهزة إضافية نظرا للإقبال الشديد. وأضاف الشريف: "رغم كثافة الإقبال فإن العملية الانتخابية تسير بشكل منتظم دون عائق"، لافتاً إلى أنه لم يتم تسجيل أي شكاوى حتى مساء أمس، خاصة أن العملية الانتخابية بدأت في موعدها بجميع الدول دون مشاكل.

في غضون ذلك، شددت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، نبيلة مكرم، على أهمية الدور الوطني للمصريين بالخارج بنزولهم للاقتراع بالمقار الانتخابية والإدلاء بأصواتهم، ووجهت في بيان رسمي، أمس، التحية لكل المواطنين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية.

وأكدت مكرم أن أبناء الجاليات المصرية بالخارج يشاركون في الانتخابات الرئاسية، "نظرا لشعورهم بأن الدولة تمر بحرب شرسة، وأن المصري عليه الدور الأكبر في هذه المرحلة، باعتباره جنديا في الخارج يريد الحفاظ على هذه الدولة".

وأشارت إلى أن الإقبال في اليوم الأول على التصويت كان أكبر بين أبناء الجاليات المصرية بالدول العربية عن الدول الأوروبية، وأرجعت الأمر إلى أن أمس يعد إجازة رسمية في الدول العربية، مما سهل مشاركة المصريين في العملية الانتخابية، في حين يعد أمس يوم عمل عادي في أوروبا والولايات المتحدة، مما أثر على نسب المشاركة هناك، مؤكدة أن الوزارة تتابع عمليات التصويت بشكل مستمر وتقدم تسهيلات كبيرة لجميع المصريين، داعية أبناء الجاليات بالخارج إلى التصويت والاحتشاد أمام صناديق الاقتراع لما يمثله ذلك من "واجب وطني وحق دستوري".

وخصصت وزارة الهجرة أرقاما ساخنة لمتابعة الانتخابات، وقالت الوزارة في بيان رسمي، إنه تم تجهيز غرفة العمليات بكل أجهزة الاتصال للربط بالصوت والصورة بين الوزارة و16 دولة تضم العدد الأكبر من المصريين في الخارج، وهي الدول العربية والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا.