جورجي زيدان!
![د.نجم عبدالكريم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/23_1682354851.jpg)
• فأصبح جورجي زيدان واحداً من كبار مؤرخي العرب في الحضارة الإسلامية والحضارات الإنسانية، بما تركه من آثار جُمعت في مجلدات غدت من أهم المصادر والمراجع للدارسين والقراء، خلال القرنين الماضيين. • ترك جورجي زيدان بيروت قاصداً القاهرة لدراسة الطب، فلم يتمكن من ذلك، إذ وجد نفسه في عالم الكتابة والصحافة، فعمل محرراً في جريدة الزمان، وأتيح له مرافقة حملة نيلية إلى السودان عام 1884 كمترجم، فاستفاد من هذه التجربة كثيراً، مما دفعه إلى القراءات الواسعة في اللغات، فتعلم السريانية والعبرانية، وعكف على دراسة اللغات السامية والشرقية الأخرى، مما هيأه أن يحتل عضوية المجمع العلمي الشرقي.• ولما زار إنكلترا عام 1886 مكث طويلاً بين متاحفها ومكتباتها الشهيرة، وحين عاد إلى مصر تولى جورجي زيدان إدارة مجلة المقتطف، ثم استقال ليتفرغ للتأليف والكتابة، فكتب "تاريخ مصر الحديث"، الذي لم يكن كتابه الأول، إذ سبقه "الفلسفة اللغوية"، وكذلك روايته "المملوك الشارد"، ثم توالت مؤلفاته لتشتمل على العديد من الموضوعات التاريخية والاجتماعية مثل: التاريخ العام، تاريخ الماسونية، تراجم مشاهير الشرق، أنساب العرب، علم الفراسة، طبقات الأمم، عجائب الخلق... والكثير مما لا يتسع المجال لذكره. • ثم غدا جورجي زيدان، الذي استكثر عليه والده 9 قروش لشراء كتاب، من أكثر الكُتاب العرب الذين كتبوا ثروة من إنتاج الثقافة العربية والإسلامية والإنسانية!• سلطنا ومضات من الضوء على واحد من المبدعين العرب الذين أخذوا يتناقصون واحداً بعد الآخر، حتى كادت الساحة الأدبية العربية تخلوا من نظرائهم، بينما تُتخم حياتنا الثقافية بكل ما هو هزيل وسخيف وتافه. رحم الله جورجي زيدان.