أحيا الفنان اللبناني وائل كفوري ليلة غنائية جميلة، ضمن فعاليات مركز جابر الأحمد الثقافي، حيث احتشد جمهور غفير غصَّ به المسرح الوطني، مساء أمس الأول، لمتابعة الحفل، الذي امتد لساعتين، قدَّم خلالهما كفوري العديد من الأعمال المميزة، ما بين اللون الطربي والموال والكلاسيكي الهادئ والرومانسي.وتنقَّل الفنان اللبناني برشاقة، بصوته الرخيم وأدائه الرزين، ليقدم السهل الممتنع، فكان يفسح المجال لجمهوره، ليسبقوه تارة، ويشاركهم تارة أخرى، ويُعيد بعض المقاطع، نزولا عند رغبتهم، أو يشدو دون موسيقى إذا شعر بأن أغنية تحظى بشعبية أكثر من غيرها. وهكذا، مرَّت الأمسية أخذ وعطاء بين كفوري وجمهوره، فيما لعبت فرقته دورا في إضفاء مسحة من الجمال، بأنغامهم التي انسابت بين الحضور، فأضفت على الكلمات ألقاً.
تفاعل الحضور
وفي الثامنة والنصف مساء، رُفع الستار عن فرقة كفوري، التي شرعت في عزف موسيقى أغنية "بحبك أنا كتير"، وسط تفاعل جماهيري كبير، فالبعض يصفق، وآخرون يهتفون باسم مطربهم المحبوب، وجزء ثالث يردد كلمات الأغنية.مرَّت الدقائق الأربع ثقيلة على عشاق ابن "بلاد الأرز"، وواحد ممن يحملون لواء اللون الطربي بصوته الجبلي، حيث انتهى العزف ولم يظهر وائل، فسرت همهمة بين الحضور "وينه كفوري؟". ثوانٍ معدودات قبل أن تبدأ الفرقة في عزف أغنية "بعترف لك أني بحبك"، ليعتلي وائل المسرح، وسط صيحات المعجبين وتصفيق المحبين، ليبدأ في الغناء، ملوِّحا لهم، رداً على تحيتهم.تحية للكويت
وما إن انتهى كفوري من أولى أغنيات برنامجه، حتى قال: "أكبر تحية من القلب للكويت، وشعبها الطيب. أشكر كل من حضر اليوم، وأتمنى لكم سهرة سعيدة"، ليبدأ بعدها غناء موال "أهلا وسهلا شرفونا أحبابنا"، والتي دأب كفوري على تقديمها في حفلاته، ويستغلها ليستعرض مساحة صوته وإمكاناته.أغنيات متنوعة
أما الاختيار الثالث للضيف اللبناني، فكان مع أغنية "شو رأيك ننسى اللي صار"، والتي تعود لعام 2013. ورغم مُضي وقت عليها، غير أنها مازالت عالقة في أذهان الجمهور، الذي ردد مقاطع عدة منها. ويمضي وائل في برنامجه، فيشدو بـ"يا هوى روح وقله"، ثم يخيِّر الحضور ما بين الموال والأغنية، وعندما لمس انقسام الآراء اختار أن يستهل أغنية "قولك غلط" بموال صغير، فاستطاع بذكاء إرضاء الفريقين، قبل أن يختار من أرشيفه "بدي حبك أكتر بعد"، ومنها إلى أغنية "هلأ تا فقتي" من ألبومه الأخير، الذي صدر في نهاية 2017، والتي اختتم بها الجزء الأول من حفله.الطربوش
وبعد فاصل قصير كان فرصة لالتقاط الأنفاس، عاد كفوري للمسرح أكثر حيوية ونشاطا، فيما ارتفعت وتيرة حماس الجمهور، فأهداهم وائل موال "كيفن حباينا"، ليصول ويجول بصوته، مرددا بعض المقاطع مع الموسيقى ومن دونها، في حين تناثرت حوله كلمات الرضا والثناء من الحضور، قبل أن يختار من مكتبته أغنية "كذابين"، من كلمات منير بوعساف، وألحان ملحم أبوشديد، وهي من ألبومه الأخير، ومنها إلى أغنية "الطربوش" للراحل نصري شمس الدين.بعد ذلك، شدا وائل بـ"هلأ صرنا صلح"، ثم "فايق يا هوى". ويمضي الوقت سريعا على عشاق النجم اللبناني، الذي حرص على التنويع بين الأعمال القديمة والجديدة، فيختار أغنية "بيحن"، التي صدرت عام 2012، وهي واحدة من أبرز الأغنيات الرومانسية لديه، ثم يختار النجم اللبناني من أرشيفه أغنية "الغرام"، تلتها "ليل ورعد" و"جن الهوى"، قبل أن يختتم الحفل بـ"ما وعدتك بنجوم الليل".