زكي ناصيف في الذكرى الرابعة عشرة لرحيله أحد كبار الملحنين في تاريخ لبنان ورائد بحماية الفولكلور
في الذكرى الرابعة عشرة لرحيل الفنان زكي ناصيف، أصدر «برنامج زكي ناصيف للموسيقى في الجامعة الأميركية في بيروت»، بياناً أراده تحية وفاء إلى «أبي الفولكلور اللبناني» الذي استمر في العطاء الفني حتى اللحظات الأخيرة في حياته.
حافظ «برنامج زكي ناصيف» في الجامعة الأميركية في بيروت AUB، منذ تأسيسه عام 2004 لغاية اليوم، على 1100 عمل موسيقي للفنان الراحل تمت أرشفتها في «مكتبة يافت التذكارية» في الجامعة، بعدما وهبها لها ورثة الفنان عام 2008، فأصبحت صاحبة الحقوق المعنوية عليها. أوضح هذا الأمر بيان صادر عن AUB بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة على رحيل «أبي الفولكلور اللبناني»، وأضاف: «تلا هذه الهبة توقيع اتفاقية تعاون بين الجامعة الأميركية في بيروت وشركة المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقي SACEM لتسجيل وحماية كل أعمال الفنان زكي ناصيف الأدبية والموسيقية».زكي ناصيف الذي ولد في الثالث من يوليو 1916، وتوفي في 11 مارس 2004، درس الموسيقى بين عامي 1936 و1941 في المعهد الموسيقي للجامعة الأميركية في بيروت، ويعتبر أحد كبار الملحنين في تاريخ لبنان، وقد أسهم بشكل فاعل في النهضة الثقافية لبلد ناشئ في وسط القرن العشرين.
وأشار البيان إلى أن التراث الثقافي الغني الذي تركه المبدع وحُفظ بشكل فاعل ومحترف لدى الجامعة، جعل من برنامج زكي ناصيف للموسيقى مرجعاً أساسياً للعاملين في الوسط الفني والإعلامي وللباحثين، في سعيهم إلى الحصول على معلومات دقيقة وشاملة عن الفنان زكي ناصيف وعن إنتاجه الغزير».
راجع يتعمّر لبنان
بعد توقيع اتفاق الطائف وبزوغ فجر الجمهورية الثانية تكرّس زكي ناصيف عرّاب الأغنية الفولكلورية اللبنانية تأليفاً وتلحيناً، وتجلّى ذلك في منحه وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور من رئاسة الجمهورية اللبنانية (5 ديسمبر 1991) تقديراً لمجمل عطائه، وتتالت بعد ذلك سلسلة التكريمات في لبنان والخارج، من بينها: منحه جائزة العطاء الفني المبدع (28 يناير 1992) من لجنة الأرز الذهبية برئاسة الوزير ميشال إده، وتكريمه في «مهرجان الأغنية السورية الرابع في حلب» (1996)، ومن «اللجنة العالمية للمحافظة على أرز لبنان» على مسرح Adult High School في العاصمة الكندية أوتاوا (1 أبريل 1995). وكان ناصيف نال وسام المعارف من وزارة التربية والفنون الجميلة (6 يونيو 1980)، فضلاً عن حمله لقب الرئيس الفخري لجمعية المؤلفين والملحنين في لبنان حتى رحيله. طبعت مسيرة زكي ناصيف في التسعينيات بمحطات مميزة، فقد كتب أغنية «راجع يتعمر لبنان» ولحنها لتتحوّل إلى نشيد يقدَّم في معظم الحفلات ويردده الكبار والصغار على السواء. كذلك تعاون مع فيروز بعد طول انتظار، فصدر عام 1994 ألبوم «فيروز تغني زكي ناصيف» من إنتاج «صوت الشرق» شمل مغناة «يا بني أمي» بالإضافة إلى موشحين ودبكة وخمس أغنيات حديثة من نظم وألحان الراحل، من بينها: «أهواك بلا أملِ». صدر أيضاً ألبوم «مهما يتجرح...»، ونشيد «مهما يتجرح بلدنا» (إثر مجزرة قانا الأولى في 18 أبريل 1996).استمر زكي ناصيف بالعطاء حتى بلغ الثمانية والثمانين وإلى حين رحيله في 11 مارس 2004 تاركاً إرثاً فنياً يشمل مقطوعات موسيقية، وأغاني شعبية، ودبكات، ومواويل، وأعمالاً دينية، وأناشيد عسكرية ووطنية، وأغاني أطفال، وموشحات، ومغناة، وأغاني حديثة وراقصة.شغف بالموسيقى
في كتيّب «الليالي اللبنانية» الصادر عن لجنة مهرجانات بعلبك الدوليّة عام 1957، ورد نص حول زكي ناصيف الذي شارك بألحانه في المهرجانات جاء فيه: «شُغف بالموسيقى صغيراً فتعلّم العزف على منوّع الآلات الشرقيّة والغربيّة، ولكنّه كان في ذلك كلّه هاوياً لا محترفاً. وشاءت العناية أن يلتقي صبري الشريف ويرى فيه القائد الصلب في معركة «إبراز الشخصيّة الفنّيّة للموسيقى اللبنانيّة»، فآمن برسالة صبري وانضمّ إلى الفنّانين الشبّان الذين يعملون معه، وزكي ناصيف من الطلائع في إنماء ثروة الفولكلور اللبناني».