في اقتراح من الاتحاد الأوروبي لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته قوى عالمية لكبح قدرات طهران على تطوير أسلحة نووية، أظهرت وثيقة سرية أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا، عرضت فرض عقوبات أوروبية جديدة على إيران بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية ودورها في الحرب السورية، مقابل عدم "تمزيق" الرئيس الاميركي دونالد ترامب للاتفاق.وأفاد مصدران مطلعان بأن الوثيقة المشتركة أرسلت الى عواصم الاتحاد الأوروبي أمس الأول، لحشد الدعم لمثل تلك العقوبات التي ستحتاج إلى موافقة حكومات كل الدول الأعضاء في التكتل.
وحدد ترامب في 12 يناير الماضي، مهلة للدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي تنتهي في 12 مايو، للموافقة على "إصلاح عيوب مروعة في الاتفاق النووي الإيراني"، وإلا سيرفض تمديد تعليق العقوبات الأميركية وسيخرج بالكامل من الاتفاق.وتقترح الوثيقة فرض عقوبات على قائمة بأشخاص وكيانات على صلة باختبارات أجرتها إيران لصواريخ باليستية ودور طهران في دعم الحكومة السورية.وأعلن دبلوماسيون أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون الاقتراح في اجتماع مغلق غدا في بروكسل.وأكدت الوثيقة أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا أجرت "محادثات مكثفة مع إدارة ترامب للحصول على تأكيد واضح ومستمر على دعم الولايات المتحدة للاتفاق (النووي) بعد 12 مايو".وفي الوثيقة المشتركة تحدد بريطانيا وفرنسا وألمانيا أسئلة وإجابات تهدف إلى إظهار أن القوى الأوروبية لن تنتهك بذلك بنود الاتفاق النووي من الناحية القانونية.وأوضحت أن الدول "مخولة بفرض عقوبات إضافية على إيران"، طالما أنها لا تتصل بالنشاط النووي، وألا تكون من العقوبات التي رفعت من قبل بموجب الاتفاق، مضيفة أن فرض عقوبات جديدة مبرر لأن إيران "لا تلتزم بوقف الأنشطة المزعزعة للاستقرار الخاصة بالصواريخ الباليستية" بموجب الاتفاق النووي.وفي فيينا، أعلن بريان هوك، وهو مسؤول رفيع المستوى عن وضع السياسات في وزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة تحاول الفوز بدعم القوى الأوروبية الرئيسة لإعادة التفاوض في شأن الاتفاق النووي المبرم مع إيران. ولم يتأخر الرد الايراني على الوثيقة، اذ أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: "إذا اتخذت دول أوروبية خطوات لفرض عقوبات غير نووية على إيران لإرضاء الرئيس الأميركي فسترتكب بذلك غلطة فادحة سترى نتيجتها المباشرة على الاتفاق".وتابع: "من الأفضل أن تواصل الدول الأوروبية نهجها الحالي لإقناع أميركا بالوفاء بتعهداتها بموجب الاتفاق النووي ولتنفيذ هذه الدولة بفاعلية للاتفاق بكل بنوده بنية طيبة وفي مناخ منتج".ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن عراقجي قوله، أمس، إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي سيعني انتهاؤه.وقال: "إذا خرجت أميركا من الاتفاق وعادت العقوبات الأحادية الجانب لن نكمل بكل تأكيد في الاتفاق لأنه لن يخدم مصالحنا".
دوليات
أوروبا لواشنطن: عقوبات على طهران مقابل الإبقاء على «النووي»
18-03-2018