الله بالنور :هل الرئاسة تؤدي إلى الوفاة المبكرة؟!
من يعيش أكثر؟ الرئيس المنتخب أم منافسه المهزوم؟وهنا لا نتكلم عن الانتخابات العربية أو انتخابات العالم الثالث، بل عن دول الديمقراطيات الحقيقية، مثل أستراليا والنمسا وكندا والدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا واليونان وأيرلندا وإيطاليا ونيوزيلندا والنرويج وبولندا وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية...
كما أننا لا نتكلم من فراغ، فهناك دراسة نُشِرت في المجلة الطبية البريطانية الذائعة الصيت (BMJ) مؤخراً. وقام الباحثون بتتبع مستوى الأعمار في الدول المذكورة من خلال سجلات دقيقة للفائزين في الانتخابات والمهزومين كذلك، وكانت النتيجة واضحة من خلال دراسة عينة من 540 مرشحاً: 279 فائزاً، و261 ممن خسروا الانتخابات.وهذه النتيجة بيّنت أن الناجحين يقل متوسط أعمارهم حتى الوفاة أربع سنوات ونصفاً عن الذين انهزموا... وقد فسر باحثون من "هارفارد" هذه الظاهرة بأنها نتيجة الإجهاد والضغوط والقلق المتعلق بمهنة الرئاسة، والتي قد تؤدي في النهاية إلى الشيخوخة المبكرة.في معظم العالم العربي والعالم الثالث، الرئيس المنتخب إما أن يموت بانقلاب أو يُقتل أو يبقى على الكرسي إلى أبد الآبدين بانتخابات في الغالب ليس بها التزام أو أمانة... وهذا هو الفرق، فالديمقراطية الحقيقية تعني عمراً أقصر للرئيس لأنها مليئة بالتضحيات، بينما في عالمنا العربي تعني عمراً أطول وراحة بال وجيب للرئيس المنتخب.الشكر واجب هنا للبروفسور سامي أصفر، أستاذ الجراحة في كلية الطب، الذي أثار انتباهي إلى هذه المقالة.