القاهرة تحتفي بـ «رئاسية الخارج»... والبشير يزورها بعد خلاف
السيسي ووزير خارجية الإمارات يتفقان على «التصدي بحزم» للتدخلات في المنطقة العربية
أغلقت صناديق الاقتراع بالانتخابات الرئاسية مساء أمس للمصريين في الخارج وسط احتفاء رسمي كبير بالإقبال على المشاركة، في حين يتوقع أن تلطف قمة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير في القاهرة اليوم فترة من التوتر والتراشق الإعلامي بين البلدين.
احتفت الأوساط الرسمية المصرية بحجم اقبال المغتربين على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي أغلق باب التصويت بها أمس قبل أن تجرى بالداخل بين 26 و28 مارس الجاري، حيث يسعى الرئيس عبدالفتاح السيسي للفوز بولاية ثانية أمام منافسه الوحيد رئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى.وأكدت وزيرة الهجرة نبيلة مكرم أمس، أن "المشاركة الكثيفة للمصريين بالخارج في الانتخابات تثبت حرصهم على صنع القرار السياسي"، مشيرة إلى أن "المصريين تحدوا جميع الصعاب سواء من حالات طقس سيئ أو السفر لمسافات بعيدة للإدلاء بأصواتهم".ولفتت إلى أن غرفة عمليات متابعة الانتخابات التي انطلقت بالخارج يوم الجمعة الماضي استجابت لنحو 284 استفسارا من المصريين بالخارج، وأن دول الكويت والسعودية والامارات تتصدر نسب الاقبال في اليوم الثاني للتصويت أمس الأول، كما أشارات إلى الاقبال الكثيف من المرأة المصرية بالخارج ومشاركة ملموسة ساهمت في خروج المشهد الافتتاحي للانتخابات بمظهر حضاري يعبر عن مصر والمصريين.
وتشهد القاهرة اليوم قمة مصرية- سودانية من المفترض أن تطوي صفحة الخلاف بين البلدين التي وصلت في وقت سابق إلى حد سحب السفير السوداني من القاهرة قبل أن يعود من جديد خلال الشهر الجاري.ويزور الرئيس السوداني عمر البشير القاهرة، على رأس وفد رفيع المستوى للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي لبحث عدة ملفات في مقدمتها الاجتماع الثلاثي الذي تقرر عقده يوم 4 أبريل المقبل لمسؤولي دول مصر والسودان وإثيوبيا بمشاركة وزراء الخارجية والري ورؤساء أجهزة الاستخبارات بالدول الثلاث، لبحث ملف سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا، والذي يثير مخاوف مصرية عميقة من تأثيره على حصتها من مياه النيل. وبالإضافة إلى قضية السد التي تسببت في فجوة بين القاهرة والخرطوم بسبب اتهام مصر للسودان بعدم مساندتها في مواجهة اثيوبيا، فإن هناك قضايا عالقة بين البلدين ستكون، حسب توقعات مصادر دبلوماسية تحدثت إلى "الجريدة"، مطروحة أمام الرئيسين بقمة القاهرة اليوم، وفي مقدمتها الخلاف الحدودي حول مثلث حلايب وشلاتين.وكشفت المصادر أن الملف الأكثر حساسية لدى السودان، والذي تسبب في سحب السفير هو الدعم المصري للنظام في إريتريا الذي يثير مخاوف كبيرة لدى الخرطوم، مضيفة أن الامارات لعبت دورا كبيرا في تبديد هذه المخاوف مما أدى الى عودة السفير.وكانت الآلية الرباعية للخارجية والمخابرات بين البلدين عقدت أولى اجتماعاتها في القاهرة وتم طرح المسائل المتعلقة بين البلدين الأمنية والسياسية والاقتصادية، كما زار اللواء عباس كامل القائم بأعمال رئيس المخابرات المصرية الخرطوم مؤخرا.وتأتي الزيارة بعد أيام من عودة السفير السوداني إلى القاهرة بعد لقاء جمع بين الرئيسين السيسي والبشير على هامش قمة الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في يناير الماضي.
مباحثات مع الإمارات
إلى ذلك، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس وزير الخارجية والتعاون الدولي الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بحضور نظيره المصري سامح شكري، والقائم بأعمال رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل، بالإضافة إلى سفير الإمارات بالقاهرة.وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، إن اللقاء ناقش التطورات على الصعيد الإقليمي والمخاطر التي يتعرض لها الأمن القومي العربي، حيث اتفق الجانبان على ضرورة التصدي لها بمنتهى الحزم والوقوف صفاً واحداً في مواجهة كل التدخلات والمحاولات التي تستهدف النيل من أمن واستقرار الدول العربية. وأشاد السيسي، خلال اللقاء، بخصوصية العلاقات المصرية الإماراتية، وما تمثله من نموذج للتعاون بشأن الملفات الإقليمية المختلفة والعمل على إنهاء المعاناة الإنسانية الناتجة عن الصراعات الدائرة ببعض بلدان المنطقة، وحفظ وحدة الدول العربية، وصون مقدرات شعوبها.وأضاف المتحدث أن المباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بهدف إحداث نقلة نوعية فى مستوى العلاقات التجارية والصناعية والاستثمارية المشتركة، فضلا عن مجالات الموارد المائية والنقل والكهرباء والطاقة المتجددة. وتتصدر الإمارات قائمة أكبر الدول المستوردة من مصر، حيث بلغت الصادرات المصرية إلى السوق الإماراتي العام الماضي 2.5 مليار دولار، كما تحتل الإمارات المرتبة الأولى كأكبر الدول المستثمرة في مصر، بإجمالي استثمارات قيمتها 6.2 مليارات دولار.العاصمة الإدارية
في سياق منفصل، دشّن رئيس الحكومة المصرية شريف إسماعيل منطقة الأعمال المركزية، بالعاصمة الإدارية الجديدة. وشارك في وضع حجر الأساس عدد من الوزراء، والسفير الصيني بالقاهرة، الذي تتولى احدى شركات بلاده تنفيذ المشروع باستثمارات تبلغ 3 مليارات دولار تسدد مصر 15 في المئة منها مقدماً، بينما قدمت بكين قرضاً ببقية المبلغ يتم سداده على عشر سنوات تبدأ بعد التسليم في نهاية 2021. وتتضمن منطقة الأعمال التي تم أمس تسليم الأرض الخاصة بها للشركة الصينية 20 برجا لاستخدامات: سكني، إداري، تجاري، خدمات، ومنها ناطحة سحاب هي الأعلى في افريقيا بارتفاع نحو 385 مترا. وأوضح وزير الاسكان مصطفى مدبولي أن المشروع يقع على مساحة 195 فدانا، ويضم منطقة الأعمال المركزية الشرقية، المرحلة الأولى، 520 ألف متر مربع، بينما يبلغ إجمالي مساحة الأبراج مليون متر مربع، وإجمالي مساحة التجاري والخدمات 230 ألف متر مربع. ومن جهته، قال سونج آيقوه، سفير الصين بالقاهرة، إن بلاده تدعم بكل قوة البرنامج الاقتصادي للحكومة المصرية، وتنفذ عددا كبير من المشروعات منها حي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية، والقطار الكهربائي، كما شاركت في مشروعات قناة السويس الجديدة.
تدشين حي الأعمال في العاصمة الإدارية باستثمارات صينية تبلغ 3 مليارات دولار