اعتقلت السلطات الإيرانية اسفنديار رحيم مشائي، صهر الرئيس السابق أحمدي نجاد، ورئيس مكتبه، أمس الأول، غداة مشاركته في تظاهرة أمام القنصلية البريطانية في طهران، احتجاجا على محاكمة النائب السابق لنجاد، حميد بقائي، بتهمة اختلاس رشا كلفه الحرس الثوري بتوزيعها على رؤساء ومسؤولين أوروبيين.وخلال التظاهرة، أحرق مشائي نسخة مكتوبة من إدانة بقائي أمام كاميرات التلفزيون، في خطوة قال مراقبون إنها قد تكون السبب وراء اعتقاله.
وعقب محاكمة بقائي بالسجن 15 عاما والجلد، هدد نجاد بفضح "فساد السلطة القضائية والحرس الثوري"، بينما شن أنصاره حملة واسعة تطالب بمحاكمة قائد "فيلق القدس" المسؤول عن العمليات في الحرس الثوري، اللواء قاسم سليماني، لرفض الإدلاء بشهادته خلال محاكمة بقائي.في سياق منفصل، أطلقت السلطات الإيرانية سراح نجل المرجع الديني صادق الشيرازي الذي تسبب احتجازه أخيرا في اندلاع موجة احتجاجات وتنديدات في عدة مدن بإيران والعراق وباكستان، إضافة إلى لندن. وجاء الإطلاق بعد يوم من تظاهرة حاشدة لأنصار المرجع الشيرازي أمام القنصلية الإيرانية في كربلاء.
زيارة بن علوي
وغداة رفض إيران - ضمناً - شروطاً وضعها وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس للحوار معها ونقلها اليها وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، استقبل الرئيس حسن روحاني أمس الوزير العماني، بعد وعكة صحية شديدة أعيت نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.وقال المتحدث باسم "الخارجية" الإيرانية، بهرام قاسمي، إن ظريف ألغى كل لقاءاته المقررة أمس واليوم، بما فيها اللقاء مع بن علوي.وأفاد قاسمي بأن وزير الخارجية العماني الذي يترأس وفدا اقتصاديا سياسيا في طهران، أجرى محادثات بناءة مع رئيس مجلس الشوري وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي ومحافظ البنك المركزي الإيراني.ونفى المتحدث أن تكون زيارة بن علوي تهدف إلى الوساطة حول "الاتفاق النووي" بين الإدارة الأميركية والحكومة الإيرانية، أو أن بن علوي حمل رسائل من ماتيس، الذي زار مسقط أخيرا، إلى طهران.إلا أن "الجريدة" علمت من مصادرها في طهران، أن بن علوي عرض بالفعل على المسؤولين الإيرانيين نتائج محادثاته مع الوزير الأميركي، وأنه لم ينقل أي مقترحات أو مبادرة من ماتيس، لكنه لخص للإيرانيين شروط ماتيس لحوار أميركي - إيراني يحول دون تمزيق الاتفاق النووي والمضي نحو المجهول. وتمسك شمخاني، أمس الأول، برفض بلاده إدخال أي تعديلات على الاتفاق النووي أو تقييد برنامجها الصاروخي ونفوذها في المنطقة، محذرا دول أوروبا من الخضوع لما أسماه "الاستفزازات الأميركية والإسرائيلية".وكانت تقارير إعلامية قد أفادت أمس بأن بريطانيا وفرنسا وألمانيا اقترحت عقوبات أوروبية جديدة على إيران لضمان بقاء الولايات المتحدة ضمن الاتفاق النووي.من ناحية اخرى، قال السناتور الجمهوري بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، أمس، إنه يتوقع انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في مايو.وقال كوركر في مقابلة أذاعتها قناة تلفزيون (سي.بي.إس) أمس "الاتفاق الإيراني سيكون مسألة أخرى تثار في مايو، وفي الوقت الحالي لا يبدو أنه سيُمدد".وأضاف "أعتقد أنه من المرجح أن ينسحب الرئيس منه ما لم يتفق شركاؤنا الأوروبيون على إطار عمل. لا يبدو لي أنهم سيفعلون".حراك أقليات
إلى ذلك، بحث ممثلون عن قوميات إيران غير الفارسية في ندوة عقدها حزب "التضامن الديمقراطي الأهوازي" في العاصمة البريطانية، لندن، سبل إسقاط نظام ولاية الفقيه في إيران وإحلال بديل ديمقراطي ودولة تعددية وفق الأقاليم الفدرالية تحقق حقوق القوميات وكل الشعوب والأقليات ومكونات جغرافية إيران السياسية.وتحدث ممثلون عن "مؤتمر شعوب إيران الفدرالية" الذي يضم 14 حزبا ومنظمة من الأكراد والبلوش والأتراك الآذريين وعرب الأهواز واللور والبختيارية والتركمان عن أفكار حول تلاحم حراك كل الشعوب في إيران وتوحيد جميع تيارات المعارضة، بهدف استمرار الحراك الشعبي لإسقاط النظام.ودان حزب التضامن الأهوازي تدخلات إيران في العراق وسورية ولبنان واليمن، وقال إنه على النظام الإيراني التوقف عن تدخلاته السافرة في شؤون الدول العربية الجارة لإيران.