الرئيس الأوكراني: الأمير أحد القادة الأكثر حكمة وحنكة وتأثيراً

● كيف تقيمون علاقة بلادكم مع الكويت؟

- إننا نحتفل في شهر أبريل من العام الحالي بالذكرى الـ25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، لذا فإن الوقت مناسب الآن لتقييم نتائج عملنا، ورسم أولويات التعاون في المستقبل.

إن تاريخ العلاقات الدبلوماسية على مدى ربع قرن أكد الصداقة والشراكة التي تتمتع بها علاقتنا، التي تقوم على مبادئ الاحترام والدعم المتبادل، وأود الإشارة إلى أن الكويت هي الدولة الخليجية الأولى التي قدمت المساعدات الإنسانية لأوكرانيا بمبلغ 15 مليون دولار لتنفيذ مشروع «المأوى»، في اطار برنامج مفاعل تشيرنوبيل، وفي عام 2007 شاركت الكويت في تأليف قرار المؤتمر العام لليونسكو بشأن «هولودومور» في أوكرانيا عام 1932-1933 (القتل بالتجويع). إن زيارتي الحالية للكويت تفتح صفحة جديدة في العلاقات الأوكرانية- الكويتية.

زيارة تاريخية

● كيف ترون لقاءكم مع صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد خلال زيارتكم للكويت، وأهم القضايا التي تمت مناقشتها؟

- هذه زيارة تاريخية حقا لأنها أول زيارة لرئيس أوكراني للكويت خلال 15 سنة، وهي الزيارة الثانية في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، لذا فإننا نعلق آمالنا على أنها ستدفع التعاون الثنائي في جميع المجالات بشكل فعال، وستظهر الإرادة السياسية لتوطيد التعاون.

وخلال الاجتماع مع سمو الأمير وقيادة الكويت ناقشنا مسألة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقا، وتشجيع التعاون التجاري والاقتصادي والعسكري والتقني والإنساني مع الكويت، وسبل جذب الاستثمارات الكويتية إلى الاقتصاد الأوكراني، بالإضافة الى التعاون في إطار المنظمات الدولية، كما تطرقت المحادثات الى مسألة تسهيل نظام التأشيرات بين دولنا.

إنني سعيد جداً بزيارة الكويت، وكانت بالنسبة إليّ فرصة جيدة للتحدث مع صاحب السمو أحد القادة الأكثر حكمة وحنكة وتأثيراً في العالم العربي، وهو رجل ذو خبرة واسعة في الشؤون الدولية وقائد انساني، حسب اعتراف الأمم المتحدة، ومن الطبيعي أن يصبح قائد الكويت، وهي الدولة التي كانت ضحية العدوان الخارجي، أحد أهم المبادرين لمساعدة ضحايا الحروب والصراعات العسكرية.

سمعة الكويت

● كيف تنظر إلى السياسة الكويتية وجهودها من أجل تعزيز التعاون بين مختلف الدول ودعم الاستقرار في العالم؟

- إن الكويت تتمتع بسمعة دولية ممتازة، ويحظى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد بالاحترام والسمعة الجيدة، ليس على مستوى الأمة العربية فقط بل على المستوى الدولي بشكل عام، ولهذا السبب تستحق الكويت الثقة للقيام بالوساطة في تسوية النزاعات والخلافات الإقليمية، وفي نفس الوقت تتحمل مسؤولية كبيرة أمام المجتمع الدولي، لأن هذا العمل مهم جداً.

إننا نقدر عالياً جهود الكويت، خصوصا جهود صاحب السمو، الرامية إلى تسوية نزاعات اقليمية عدة. إن أوكرانيا مهتمة جدا بدعم الاستقرار الإقليمي والأمن في دول الخليج والشرق الأوسط.

نفهم جيداً ضرورة التسوية السريعة للنزاع في منطقة الخليج، وتجاوز الخلافات بين الجيران، في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فالكويت مشهورة على مستوى العالم بمساعداتها الإنسانية لبلدان أخرى، ونأمل تنشيط التعاون مع الكويت في هذا المجال.

● ما المقترحات التي تراها بلادكم لتطوير العلاقات بين أوكرانيا والكويت؟

- نحن مستعدون لاقتراح الشراكة لتنفيذ المشاريع الاستثمارية في مجال الزراعة بأوكرانيا، وتصدير المنتجات الزراعية لبلدكم وبلاد الخليج العربي، وإننا مستعدون للنظر في مسألة تمكين الشركات الكويتية من زراعة المنتجات الزراعية في أوكرانيا وتصديرها لاحقا إلى الكويت، واعتقد أن سوق العقارات الأوكراني، سواء التجارية أو الخاصة واعد كذلك، إذ يمكن لرجال الأعمال الكويتيين أن يستثمروا كثيرا في مشاريع التنمية في العالم، كما نرى إمكانات عديدة لتطوير التعاون العسكري والفني مع الكويت. إن أوكرانيا مستعدة لمناقشة مختلف أنواع التعاون في المجالين العسكري والفني، ولديها خبرة كبيرة في صناعة المركبات المدرعة والطائرات العسكرية وطائرات النقل والسفن العسكرية التي لا نظير لها في العالم.

وهناك تعاون بين الكويت وأوكرانيا في مجال الطب بشكل فعال، حيث يساهم الأطباء الأوكرانيون في علاج الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، خصوصا في الحالات الصعبة التي يرفض أن يعالجها أطباء من دول أخرى، كما أننا مستعدون للتعاون المباشر بين المنشآت الكويتية للاطفال وللاشخاص ذوي الإعاقة والمستشفيات الأوكرانية ذات الصلة.