تونس والكويت... من أجل شراكة فاعلة ومتضامنة
تحتفل تونس اليوم بالذكرى الثانية والستين للاستقلال، وهي مناسبة يستذكر فيها التونسيون والتونسيات بالداخل والخارج، بكل فخر واعتزاز، نضالات شهداء تونس الأبرار وتضحياتهم الجسام من أجل الذود عن الوطن والدفاع عن حرية الشعب وكرامته ومقدراته ومكتسباته.ولئن تمثل هذه الذكرى علامة فارقة في تاريخ تونس العريق، يحق للتونسيين أن يحتفلوا بها ويخلدوا رموزها الذين وهبوا دماءهم الزكية من أجل استقلال البلاد، فإنها مناسبة وطنية مهمة يستلهمون منها المعاني والدلالات العميقة للاستقلال من أجل بناء الدولة الحديثة وتركيز مؤسساتها خدمة للشعب وتحقيقا لآماله والتطلع إلى المستقبل بكل تفاؤل وثبات.ولا شك في أن بناء الدولة الحديثة يستدعي، أولا وبالذات، تضافر جهود كافة التونسيين والتعويل بالأساس على الإمكانات الذاتية للبلاد ومقدراتها. وتتطلب عملية البناء كذلك الانخراط الكامل في منظومة العلاقات الدولية وإرساء تعاون وصلات ترابط مع شركاء تونس من الدول الشقيقة والصديقة، وفي مقدمة هذه الدول تتبوأ الكويت مكانة مهمة ومنزلة مرموقة على هذا الصعيد من خلال ما أبدته من دعم لتونس في إطار شراكة حقيقية فاعلة ومتضامنة مبنية على علاقات الإخاء العريقة وروابط الانتماء إلى الفضاءات العربية والإسلامية المشتركة ومستندة على تماثل التجارب التنموية وتبادل المنافع والمصالح وتجانس المواقف في القضايا الإقليمية والدولية.
وشكلت الزيارة التي أداها سيادة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي إلى الكويت في يناير 2016، تلبية لدعوة كريمة من أخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت، إحدى المحطات الرئيسة التي مكّنت من تأمين انطلاقة متجددة وواعدة للعلاقات بين البلدين الشقيقين. وتمثل اللجنة المشتركة برئاسة وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الإطار العام الذي يتم فيه التباحث حول واقع هذه العلاقات وآفاقها الواعدة، والآلية الأساسية التي ترتكز عليها كافة مجالات التعاون. وقد عقدت هذه اللجنة المشتركة ثلاثة اجتماعات حتى الآن.وقد شهدت السنتان الأخيرتان حركة دؤوبة على مستوى تنشيط ملفات التعاون الثنائي من خلال تبادل زيارات كبار المسؤولين في الدولة والوفود الاقتصادية والثقافية، وشهدت سنة 2017 بداية التنفيذ الفعلي لعدد من المشاريع التنموية التي تم الاتفاق عليها في المؤتمر الاستثماري الدولي «تونس 2020»، والذي شاركت فيه الكويت بوفد وزاري رفيع المستوى.وبالإضافة إلى التطور الإيجابي في العلاقات الرسمية بين البلدين، فإن العلاقات توسعت إلى مستواها الشعبي، بدعم رسمي من القيادة في البلدين، من خلال إنشاء مجلس تعاون تونسي - كويتي مشترك يضم شخصيات اقتصادية وثقافية وإعلامية من الجانبين. وقد استقبل رئيس الجمهورية في نوفمبر من السنة الماضية أعضاء الجانب الكويتي في المجلس، كما كان للوفد لقاء مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد.* سفير تونس بالكويت