• لا يمكننا الاستفادة من نظريات الإدارة والتخطيط الاستراتيجي السليم دون الاطلاع على التجارب الواقعية والبحث عن قصص النجاح، والأهم من ذلك هو رصد حالات الفشل والحرص على تفادي تكرار أسباب تعثر خططنا التنموية السابقة. تاريخيا نجحت الكويت في تطوير الصناعات كصيد الأسماك واستخراج اللؤلؤ وبيعه، وتطوير أساليب النقل والوصول الى أسواق الدول الخارجية لإنشاء شبكة تجارية، وتحقق ذلك بموارد محدودة، ولم ترتكز إلا على الفكر الاستراتيجي السليم المتمثل بتطوير القدرات وبناء الثقة، فاستطاعت الكويت بناء بيئة تنافسية قبل ظهور النفط.
فالتخطيط الاستراتيجي هو فن من فنون الإدارة، لو أتقنه قياديو مؤسساتنا لتوصلنا إلى الوصفة المناسبة للإنتاجية المثلى والتنافسية، ولم لا، فالموارد التي تمتلكها دولنا تتميز بها عن غيرها من الدول، والقدرة على استيراد التكنولوجيا وتطوير العنصر البشري للقيام بدور قيادي في التطور التكنولوجي مثال على ذلك.• خطة التنمية اليوم تتأرجح بين القطاعين العام والخاص، ومازلنا غارقين في قضية أيهما الأنسب للإمساك بزمام الأمور، فأصبحنا نترقب المراحل الاستثنائية من الهدوء البرلماني للالتفات إلى بيئة العمل وإعداد الكوادر لاستلام المهام الإدارية المواكبة للخطة التنموية.• تاريخيا كانت العوامل المحركة للإصلاح الإداري أيضا تكمن في الرغبة في التطوير، وقد تحقق ذلك بالارتكاز على الحراك الثقافي الناتج عن انفتاح الكويت على الدول العربية، وفتح بوابتها للمفكرين من الدول العربية، بالإضافة الى تبادل البعثات الدراسية مع الدول الأجنبية، حتى مرحلة كتابة الدستور لم تخل من ذلك المؤثر الثقافي مدعوما بالروح القيادية الداعمة للإصلاح؛ فهل نتخذ من الماضي دروسا وعبراً؟
مقالات
الإدارة والتنمية وعوامل الإصلاح
21-03-2018