شركة رافقت ترامب ورطت زوكربيرغ في أكبر فضيحة
فضيحة معلوماتية عالمية الطراز، بطلتها شركة "كامبريدج انالاتيكا" Cambridge Analytica، التي كانت تعمل مع الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب، واليوم بسببها يطالب مؤسس فيسبوك، مارك زوكربيرغ، بالمثول أمام لجنة برلمانية بريطانية، للإدلاء بشهادته حول قضية تخص تسريب بيانات 50 مليون إنسان في هذا الكوكب.ويخشى أن تشكل القضية منعطفاً تاريخياً في مسيرة عملاق التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الذي خسرت أسهمه نحو 37 مليار دولار، والمعني بتبرير كيفية وصول معلومات 50 مليون مستخدم في شبكته إلى شركة "كامبريدج انالاتيكا"، والتي كانت قد اشترت بيانات من "فيسبوك" وأعادت بيعها، لكنها لم تلتزم بشطبها، فتوالت المعلومات بالتضخم والزيادة من بضعة آلاف حساب إلى رقم مهول يعتقد أنه الـ50 مليون حساب محل التقاضي.وأوقفت الشركة الرئيس التنفيذي لشركة "كامبريدج أنالاتيكا" Alexander Nix عن العمل بعد تصريحات مسجلة له، أفاد فيها بأن شركته لعبت دورا أساسيا في حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ما ساهم في فوزه بالرئاسة.
وعلى صعيد مالي، واصلت أسهم فيسبوك خسائرها الحادة في جلسة اليوم في #بورصة_وول_ستريت بنيويوك، بعدما فقدت الشركة نحو 60 مليار دولار من قيمتها السوقية، وتراجع سهمها بنسبة 10 في المئة، خلال الأيام الماضية، بضغط من تزايد قضية تسريب بيانات 50 مليون مستخدم دون إذن منهم. كذلك عمت التراجعات أسهم "تويتر"، التي انخفضت 13 في المئة وSNAP CHAT التي تراجعت 8 في المئة لما قد تؤدي اليه هذه الفضيحة من تشديد في التشريعات التي تحكم عمل هذه الشركات. وتعود القصة إلى وصول هذه البيانات إلى شركة الاستشارات Cambridge Analytica، التي كانت تعمل مع الحملة الانتخابية للرئيس ترامب، وكانت نواة هذه الشركة قديما تأسست على شكل تطبيق على يد أحد أساتذة علم النفس في كلية كامبريدج، من أجل التعرف على سلوك وتوجهات عينة من مستخدمي مواقع التواصل الشهير (فيسبوك) في فترات سابقة، لكن المسألة تطورت إلى تقديم خدمات واستشارات حسب ميول المستخدمين.وتضاعفت القضية بعدما أساءت #شركة-فيسبوك التعامل مع المسألة، عبر إعلانها أن الموضوع لا يعتبر اختراقا، ليتمَ بعد ذلك إيقافُ صفحة شركة "كامبريدج انالاتيكا" وإيقافُ إعلاناتها على موقع فيسبوك، بما يمثل شبه إقرار بالمخالفات، وعلى اثر ذلك هوى سهم "فيسبوك" بقوة وبنسبة 6 في المئة يوم أمس، لتظل سمعة "فيسبوك" الخاسر الأكبر من هذه المشكلة التي تبدو طبيعية في أن تبيع شركة بياناتها.وتكمن المعضلة في هذه القضية الشائكة، في أن شركة "كامبريدج انالاتيكا" كانت وعدت "فيسبوك" بشطب البيانات، لكنها ظلت تستخدمها منذ نحو سنوات، وظلت تطورها وتنميها بشكل معلوماتي متسارع حتى وصلت حصيلة تلك البيانات من مستخدمين ومتابعين لهم إلى نحو 50 مليون مستخدم، وتقوم "كامبريدج انالاتيكا" بانتهاك خصوصيتهم وتستخدم بياناتهم دون إذن منهم، وتبيعها وتكسب من ورائها المال الكثير، بمختلف دول العالم.وتتوالى كرة الثلج بالتدحرج لتنهك "فيسبوك"، وتفتح الجدل حول التدخل في الانتخابات والاستفتاءات، لاسيما أن "كامبريدج انالاتيكا" هي الشركة التي عملت مع أشهر الحملات الانتخابية في العالم من نيجيريا إلى أميركا، بجانب عمل الشركة أيضا على استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (Brexit)، ومع هذه القضايا المتشعبة سياسيا وتكنولوجيا وماليا تجتاح هذه الفضيحة المدوية العالم، وتنشر الذعر حول سرية المعلومات، وتثير التحقيقات في طرفي المحيط الأطلسي من بريطانيا إلى أميركا.وببساطة، فإن "كامبريدج انالاتيكا" ليست لها علاقة بجامعة "كامبريدج" العريقة، لكن الرواية التي تتردد في الصحف البريطانية هي أن أستاذ علم النفس في جامعة "كامبريدج" كان طور تطبيقا يقيس سلوك المستخدمين للإنترنت، وعمل عليه بالتعاون مع "فيسبوك" قبل سنوات، وباع التطبيق إلى شركة تدعى "جي أس آر"، ومن ثم باعته إلى شركة "كامبريدج انالاتيكا" التي عملت عليه وطورته واستفادت من شراكتها مع "فيسبوك" في إدارة الحملات الانتخابية، وواصلت تطوير وتخزين البيانات بطريقة يعتقد أنها مشبوهة.