الرئيس سئم من تحديه في السياسة الخارجية
ترامب يهوى الرسوم الجمركية، ويرغب في فرض رسوم كبيرة على الصين منذ زمن، رسوم تفوق بأشواط التعرفات التي فرضها أخيراً على الفولاذ والألمنيوم، ولا شك أن استقالة غاري كون، كبير مستشاريه الاقتصاديين وأحد مؤيدي التجارة الحرة التقليديين، أزال المكابح عن غرائزه.
![إيكونوميست](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1495703498349730300/1495704146000/1280x960.jpg)
ولكن يجب أن يخشى العالم تحرُّر ترامب من كل الضوابط، فتبدو أجندة ترامب الفعلية أقرب إلى قصة عن الولايات المتحدة مستوحاة من معتقداته الأكثر عمقاً منه إلى مجموعة من السياسات والمواقف العقائدية المستمدة من اليمين واليسار، إنها قصة شعبوية عن الخيانة، فعندما تتحدث إلى أشخاص من الأوساط المقربة من ترامب وتصغي إلى خطابات الرئيس، تنكشف أمامك رواية تظلّم قوية. تعتبر هذه الرواية أن الولايات المتحدة خرجت من الحرب العالمية الثانية كقوة عظمى لا منافس لها، فصاغت بتجرّد نظاماً يقوم على القواعد سمح لدول أخرى بالبروز، ومولته، ودافعت عنه، ولكن بمرور الوقت، استغل هؤلاء الآخرون كرم راعيهم بمساعدة نخبة أميركية ضعيفة وخرقاء. أغضب هذا الذل ترامب منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولهذا اليوم تحمل شكاواه طابعا قديماً، فيتحدث شهود عيان عن خطب مسهبة عنيفة في البيت الأبيض لا تنفك تعود إلى تهديد السيارات الألمانية أو الفولاذ الياباني.يتوق ترامب إلى إعادة كتابة هذه القصة في حين لا تزال الفرصة سانحة والولايات المتحدة قادرة على رد اللكمات، فترامب يهوى الرسوم الجمركية، ويرغب في فرض رسوم كبيرة على الصين منذ زمن، رسوم تفوق بأشواط التعرفات التي فرضها أخيراً على الفولاذ والألمنيوم. ولا شك أن استقالة غاري كون، كبير مستشاريه الاقتصاديين وأحد مؤيدي التجارة الحرة التقليديين، أزال المكابح عن غرائز ترامب.تقاعد عدد كبير من المبعوثين المخضرمين أو استقالوا، فعلى سبيل المثال استقال جون فيلي في التاسع من مارس من منصبه كسفير إلى بنما، ولم يعتد فيلي الاستسلام والقلق بسرعة، فقد كان سابقاً طياراً يقود مروحية في سلاح البحرية، وأشرف على عمليات اعتقال كبار تجار المخدرات حين كان نائب رئيس مهمة في المكسيك، ويتمنى فيلي كل التوفيق لبومبيو، إلا أنه يعبّر عن مخاوفه قائلاً: "تكمن المشكلة الكبرى في أن الرئيس يعتقد أنه يستطيع صوغ سياسة خارجية تقوم على رجل واحد وتطبيقها". استقال فيلي احتجاجاً على ما دعاه تشويه ترامب قيماً أميركية تشكّل أسس النظام الذي يقوم على قواعد، مثل الديمقراطية والتجارة الحرة، ولا شك أن الولايات المتحدة ستواجه صعوبة كبيرة في استبدال مبعوثين مماثلين، وترامب ربما لا يأبه بذلك، ولكن على الآخرين أن يكترثوا.