تحتفل الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي هذه الأيام باتفاقات كبيرة أُبرِمت ودخلت حيز التنفيذ مع الإقليم الكردي، الذي وافق على بسط سلطة الحكومة الاتحادية على عدد من الملفات الكبيرة تنفيذاً للدستور والقوانين الفدرالية، مما أنهى نحو ربع قرن من الاستقلال شبه التام لهذه المنطقة الاستراتيجية شمال البلاد.وخلال أسبوع واحد شهد انفراجاً كبيراً، قررت بغداد إعادة العمل بمطارَي الإقليم، ورفع القيود عن نقل البضائع، وأرسلت رواتب الموظفين، بينما وافقت أربيل للمرة الأولى على رفع القيود عن المواطنين العرب فيما يتعلق بحق السكن، والتنقل، وتملك العقارات، وباقي الأنشطة الاقتصادية، كتنازلات متبادلة من الطرفين، من شأنها أن تمهد لتسويات أكبر للخلاف حول إدارة الثروة، وقضايا السلطة السياسية بين حكومة المركز والمنطقة الشمالية.
ورغم ذلك لا يزال الشعور الطاغي لدى الأكراد هو النقمة على العبادي، وشعور بالغصة، وشيء من الانتكاس والقلق من فقدان مكتسبات ربع القرن الماضي.وبينما يحاول التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، التوصل إلى تفاهم انتخابي بين العبادي والأكراد، واصل نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي محاولاته التقارب مع الأكراد، وجدد رفضه لطريقة التعامل معهم عقب الاستفتاء، نافياً أن تكون مواقفه هذه مجرد «تكتيك انتخابي».وفي موقف نادر، أكد المالكي، في مقابلة نشرت أمس، أن «الحشد الشعبي» جزء من المنظومة الأمنية، لكنه شدد على أنه «لن يُسمح للحشد أو لغيره بمنع عودة النازحين أو الضغط على قرار أي ناخب».
أخبار الأولى
«غصة» كردية من العبادي والمالكي يغازل أربيل وينتقد «الحشد»
22-03-2018