«أوكسفورد مقام» قدمت أعمال عصر النهضة في مصر الخديوية
احتضنها «مركز اليرموك» ضمن الموسم الثقافي الـ 23 لدار الآثار الإسلامية
أخذت فرقة «أوكسفورد مقام» جمهور «اليرموك الثقافي» إلى عالم الأنماط الغنائية الشرقية غير المتداولة في العصر الحالي.
أحيت فرقة «أوكسفورد مقام»، أمسية موسيقية شرقية، ضمن فعاليات الموسم الـ23 لدار الآثار الإسلامية، أمس الأول، على مسرح مركز اليرموك الثقافي.في البداية، قال عضو ديوانية الموسيقى بالدار، صباح الريّس: «استقطبنا في هذه الليلة فرقة من إنكلترا، تعزف عادة مع (بي بي سي)، ونوجه الشكر إلى عضو الفرقة د. أحمد الصالحي، الذي أوصل دعوتنا إليها لإحياء حفل ضمن الموسم الثقافي لدار الآثار الإسلامية»، موضحا أن ما يميز هذه الفرقة أن أعضاءها مزيج بين العرب الذين يعيشون في إنكلترا، وأجانب إنكليز ويونانيين، كما أنهم يتقنون عزف الموسيقى الشرقية». بدوره، قال عضو الفرقة الفنان طارق بشير: «نتوجه بالشكر إلى دار الآثار وصباح الريّس، على الدعوة الكريمة، لزيارة الكويت الحبيبة للمرة الثانية، إذ أحيينا العام الماضي أمسية موسيقية في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، التي كانت من أجمل تجاربنا، نحن فرقة (أوكسفورد مقام)، أطلقنا هذا الاسم لأن مقام دوت كوم تم أخذه قبلنا على أحد المواقع الإلكترونية».
وأضاف بشير: «لقد نشأت الفرقة في أوكسفورد بالمملكة المتحدة، واهتمامنا ينصب على موسيقى عصر النهضة في مصر الخديوية، من عام 1860 إلى 1930، أي إلى نهايات المسرح الغنائي في العصر الذهبي مع فرقتي نجيب الريحاني ومنيرة المهدية، وفي هذه الأمسية، نقدم مجموعة من الوصلات، الوصلة الأولى على مقام النهاوند، والثانية على مقام السيكه، وأخيراً وصلة من أغاني المقاهي في عشرينيات القرن الماضي، أيام الحرب العالمية الأولى».
برنامج الحفل
ثم بدأت الفرقة برنامج الجزء الأول، وهو عبارة عن وصلة مقام نهاوند، بمقطوعة «عثمان بك الطنبوري»، وبعدها موشح «رماني بسهم هواه» لداود حسني، ومن كلماته: «رماني بسهم هواه رشا/ قريب المزار بعيد الوصال/ شبيه الغزال إذا ما مشى/ تميل إليه قلوب الرجال/ دعوه يذب مهجتي والحشا/ فإني رضيت بعشق الجمال».وانتقلت الفرقة إلى دور «في زمان الوصل» لمحمد المسلوب، الذي ابتدع الدور في مصر، وهو قالب غنائي عربي قديم، ويقول مطلعه: «في زمان الوصل هني منيتي/ واطفي اللهيب بكاس/ دة بعاد الحب هاني وحصل عند الطبيب أياس».بعدئذ تحوّلت الفرقة إلى الجزء الثاني، وصلة مقام سيكه، ثم أدى بشير موشح «بنت كرم» لزكريا أحمد، ومن كلماته: «بنت كرم يتموها أمها/ وجنوها ثم ديست بالقدم/ ثم جاءوا حكموها بينهم/ ويلهم من شر مظلوم حكم»، وأتبعه بموّال «قم في دجى الليل ترى بدر الجمال طالع/ معجب بتيهه وسعده في العلا طالع».لتنتقل «أكسفورد مقام» إلى الجزء الأخير من برنامجها، مع وصلة طرب المقاهي، التي بدأتها مع طقطوقة «صبرت ونلت» لمنيرة المهدية، ثم غنت يارا «اسمع أغاني المهدية» من كلمات محمد يونس القاضي وألحان محمد القصبجي، وبعدها قدّم بشير طقطوقة نادرة لصالح أفندي عبدالحي، بعنوان «تعال بنا يلا نتفسح في جنينة النزهة ونفرح»، وأخيراً قصيدة زجل للشاعر بيرم التونسي بعنوان «يا أهل المغنى/ دماغنا وجعنا/ دقيقة سكوت لله».شارك في الأمسية من فرقة «أوكسفورد مقام»، طارق بشير (مطرب وعازف عود)، ويارا صلاح الدين (مطربة)، ومارتن ستوكس (قانون)، وسالار اسيد (فيولا)، ومالاكي أونيل (كنترباص)، وإيريك ساموثراكيس (إيقاع)، وشريف زكي (رق).يذكر أن فرقة «أوكسفورد مقام»، التي أسست عام 2009، وتخصصت في الموسيقى الشرقية التي تعود لعهد النهضة العربية المتداخل مع العهد العثماني، بنظام التخت العربي (الآلات الفردية)، وتتكون من العديد من الموسيقيين الموهوبين، وهم جميعا من خلفيات ثقافية متباينة، وتضم أيضا موسيقيين أكاديميين وهواة وتقوم على إحياء الكثير من أنماط الغناء الشرقي غير المعروف اليوم، مثل أصول الوصلة الغنائية المصرية بما تحويه من أدوار وقصائد وموشحات ومواويل.
الفرقة أُسست عام 2009 وتتكون من موسيقيين أكاديميين وهواة