داعش... لعبة مخابراتية!
بعد مواجهات دير الزور والموصل، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «بعضمة» لسانه، أن تنظيم داعش الإرهابي انتهى في سورية، ولم يعد له أي وجود فيها، وهذا ما كان قاله رئيس الوزراء العراقي بعد انتهاء معارك الموصل وملحقاتها، لكن ما يثبت الآن هو أن هذه "التأكيدات" غير دقيقة، وأن هؤلاء الإرهابيين مازالوا موجودين في هذين البلدين، لا بل إنهم يقومون بعمليات فعلية، ويحتلون بعض المواقع الحساسة، إن في بعض المناطق السورية أو العراقية الحساسة.ولعل ما يثير ألف سؤال وسؤال هو أنه لا الروس ولا الأميركيون، وبالطبع ولا العراقيون والسوريون، ولا كل الذين يقاتلون على الأراضي السورية، ألقوا القبض على "داعشي" واحد، وأن "الدواعش" قبل أن يعودوا للظهور العلني – القتالي، ذابوا كما يذوب الملح في الماء، والغريب أنه لم يقل أي كان أين ذهب وكيف اختفى هذا التنظيم الإرهابي؟!
وحتى بالنسبة لرئيس هذه الدولة الداعشية أبو بكر البغدادي، الذي نُسجت حول مقتله قصص وروايات كثيرة، ثبت أن كل ما قيل في هذا المجال ليس صحيحاً، وأن أهم الاستخبارات الكونية التي هي الاستخبارات الأميركية والروسية لا تزال تلتزم الصمت إزاء مصير هذا الرجل، وذلك رغم أن بعض المتابعين يقولون بتردد وبمعلومات شحيحة وبدون أي "جزم" إنه يقيم الآن وعلى الرحب والسعة ضيفاً مكرماً وعزيزاً في أحد بيوت الضيافة المخابراتية في دمشق.وهكذا، فإن ما يثبت أن هذا الـ "داعش" هو صناعة مخابراتية استخدمتها واستفادت منها جهات كثيرة هو ظهوره المفاجئ الأخير في دمشق، وبالطبع فإن الرواية السورية الرسمية قالت إنه استهدف قوات "النظام"... الجيش العربي السوري، لكنها لم تشر إلى اعتقال وإلقاء القبض ولو على "داعشي" واحد، كما فعلت بالنسبة لمنتسبي فصائل المقاومة التي تدافع عن "الغوطة" الشرقية.كانت بدايات هذا التنظيم ظهرت في بغداد بأعداد من المفرج عنهم من السجون السورية، ويومها وكما هو معروف قد استهدفوا وزارتين عراقيتين، هما الصحة والخارجية، وهذا ما دفع نوري المالكي نفسه، وكان يومها رئيساً للوزراء، إلى تقديم شكوى ضد نظام بشار الأسد إلى الأمم المتحدة، وعليه فإن "داعش" هذا جرى تضخيمه، وأصبح له "أمير مؤمنين"، وغدا بندقية للإيجار، ولم يتم إلقاء القبض ولو على واحد من قياداته... وثبت أنه لم ينته، وأن "قواعده" لا تزال موجودة على الأراضي السورية وفي دمشق نفسها... وأيضاً في دير الزور وفي أحد جيوب الجبهة الجنوبية.