أكدت الباحثة في معهد الكويت للأبحاث العلمية د. فتوح الرقم تعاون المعهد مع وزارة الكهرباء والماء في العديد من المشاريع التي تستهدف المحافظة على الطاقة الكهربائية المستخدمة في البلاد بما يقارب 60 في المئة في عام 2035.وقالت الرقم، عبر ورقة علمية في مؤتمر "التجارب الناجحة لترشيد الكهرباء والماء بين دول مجلس التعاون" حصلت "الجريدة" على نسخة منها: "لدينا مشاريع مع وزارة الكهرباء والماء تخص التبريد والتكييف، وتبين من خلال الدراسات التي أجريت إلى عدم كفاءة الكثير من أجهزة التكييف المستخدمة في الدولة، إضافة إلى وجود أجهزة غير مطابقة للمواصفات، التي اعتمدتها وزارة الكهرباء والماء بسبب الغش التجاري، لذلك نرى أهمية إنشاء المختبرات لفحص هذه الأجهزة.
وأضافت، من خلال الدراسات تبين أن هناك هدراً يصل إلى 30 في المئة يمكن أن يتم إيقافه من خلال تعديل سياسة التشغيل لبعض المباني، لافتة إلى أن معهد الأبحاث تعاون مع وزارة التربية من خلال إحدى الدراسات، "واستطعنا أن نوفر 40 في المئة من استهلاك المدارس في محافظة مبارك الكبير عن طريق التحكم عن بعد في تشغيل هذه المدارس".
الكويت المستهلك الأكبر
وأشارت إلى أن الكويت المستهلك الأكبر للطاقة الأولية التي يستخدم قرابة 70 في المئة منها من أجل إنتاج الطاقة الكهربائية، وهناك تزايد على الطلب والأحمال بنسبة تصل إلى 5 في المئة سنوياً، ففي عام 2000 كان إنتاج الكهرباء 9 آلاف ميغاواط وأصبح في 2015 قرابة 18 ألف ميغاواط أي الضعف تقريباً.وبينت الرقم أن الكويت تتربع على المراكز الأولى من ناحية استهلاك الفرد للطاقة، وتفوق بذلك الدول المجاورة كالمملكة العربية السعودية، والكبرى مثل الولايات المتحدة الأميركية، على الرغم من أن الكويت ليست دولة مصنعة.ولفتت إلى أن الكويت تسعى مستقبلاً إلى توفير 250 ألف وحدة سكنية، وبالنظر إلى أحمال التكييف لتلك المنازل والتي تقدر بـ 30 طناً تبريدياً، ولو أن كل جهاز تكييف سوف يتطلب 1.2 كيلو واط لكل طن تبريدي فالدولة سوف تحتاج 9 غيغاواط ثانية لتغطية أجهزة التبريد والتكييف لهذه الوحدات السكنية، وفي المقابل تسعى وزارة الكهرباء والماء إلى تخفيض الطلب المستقبلي للطاقة بنسبة 60 في المئة.وقالت الرقم، إن هناك العديد من الإجراءات الترشيدية التي تم اعتمادها للوصول إلى هذا المعدل، منها "وضع نسبة 15 في المئة لتحسين المواد العازلة المستخدمة في المباني المختلفة، ورفع قيمة العزل الحراري واستخدام الزجاج ذي الكفاءة، واستخدام أجهزة التبريد والتكييف ذات الكفاءة والتي من شأنها أن توفر 15 في المئة، واستخدام العدادات الذكية التي توفر كذلك 15 في المئة، إضافة إلى التركيز على حملات التوعية التي تستطيع من خلالها توفير 10 في المئة من الطاقة المستهلكة، واستخدام الألواح الشمسية على أسطح المباني الحكومية والمباني التجارية والتي توفر 5 في المئة من الاستهلاك.