حلولنا فاشلة... ومطارنا الجديد عايب!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
فمثلاً مشكلة المرور المتفاقمة في البلد منذ بداية الألفية الجديدة (2000)، ورغم أن كل الاستشارات قالت إنه يجب إنشاء وسيلة نقل جماعية حديثة (المترو)، لكن أجهزة الدولة، وعلى رأسها وزارة الأشغال، رفضت ذلك، وقالوا "الحل عندي... وأنا بوهندي"، وهو إنشاء الطرق والجسور المعلَّقة، وطرحوا مناقصات بمئات الملايين، وانتهت معظم تلك الطرق، لكن المشكلة لم تُحل، بل زادت سوءاً وتعقيداً! مهندسو "الأشغال" قالوا: نفق شارع عمان سيحل مشكلة دوار الجوازات، فزادت المشكلة، ووعدوا بأن استكمال الدائري الأول سيحل مشاكل ازدحام العاصمة، فاختنق دوار بوابة الجهراء بالسيارات.فيما اعتقدت بقية أجهزة الدولة أن "الباصات" ستحل المشكلة، فأعطوا شركتين خاصتين رخص تسيير حافلات في البلد، فتحوَّلت شوارعنا إلى حلبة مصارعة الفيلة بين "باصات" منفلتة وشوارع مملوءة بالتلوث، ما تسبب في تصنيف مدينة الكويت بالنسبة لجودة الحياة في مرتبة متأخرة بين عواصم دول العالم.في الكويت، لا نعلم إن كنا نعيش مع أجهزة حكومية معنية بالتخطيط والإنشاءات تمارس على البلد التجارب، أم أن ما يحدث مقصود، فإن كان ما يحدث هو تجارب، فإنها تجارب باهظة جداً كلفت البلد مليارات الدنانير، وزادت مشاكلنا تعقيداً. أما إذا كان مقصوداً لخدمة مصالح البعض، فإنها جريمة تستوجب مِن كل مَن أقسم على خدمة البلد وحفظ مصالحه أن يقف ويطلب محاسبة المسؤولين عن ذلك، لأن ما اقترفوه من أفعال هو رأس الفساد ومنبعه.