تستعد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لحروب تطغى عليها التكنولوجيا والاتصالات أكثر فأكثر في مواجهة خصوم يزدادون خبرة في هذا المجال، بينما تتهم روسيا بمحاولة زعزعة استقرار الدول الغربية، من قضية الجاسوس سكريبال الى التدخل في انتخاب دونالد ترامب.

وقالت قائدة سلاح الجو الأميركي، هيذر ويلسون، في منتصف فبراير الماضي، إن «روسيا والصين تختبران وسائل لشل أهم أقمارنا الاصطناعية، ولاسيما تلك المخصصة لتحديد المواقع الجغرافية».

Ad

وأضافت ويلسون أن هذين البلدين «يعرفان أننا نهيمن في الفضاء، وأن أي مهمة عسكرية تعتمد على الفضاء، ويظهران ويطوران في الأزمات أو الحروب قدرات تهدف الى منعنا من استخدام موجوداتنا في الفضاء»، مشددة على أننا «لن نسمح بأن يحدث ذلك». وتتضمن ميزانية «البنتاغون» لعام 2019 استثمارات في أنظمة جديدة لتحديد المواقع (جي بي سي) أكثر قدرة على مقاومة التشويش لمكافحة نوع جديد من حرب «لا متناسبة» تمارسها روسيا التي تجمع بين الدعاية الإعلامية وزعزعة الاستقرار، عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وشل الأنظمة المعلوماتية للخصم.

وتؤكد «البنتاغون» أنها تمتلك كل الأدوات وكل المؤهلات اللازمة للرد بفاعلية على مثل هذه الهجمات، لكنها تصطدم، كما قال الأدميرال مايكل روجرز رئيس وكالة الأمن القومي (أكبر جهاز للاستخبارات العسكرية الأميركية) أمام «الكونغرس» أخيرا، بعدم امتلاك العسكريين السلطة القانونية «للتشويش على عمل» الأجهزة الروسية المعنية.

ورأى الجنرال جون هايتن، الذي يدير القيادة الاستراتيجية الأميركية، في شهادة أمام «الكونغرس» أخيرا، أن الولايات المتحدة «لم تحقق تقدما كافيا في هذا المجال»، مضيفا: «يجب أن تكون لدينا قواعد اشتباك محددة مشابهة لتلك المطبقة في المجالات الأخرى التي نتطور فيها». وقال القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا، الجنرال كورتيس سكاباروتي، أخيرا، إن الحلف «يعترف بالصعوبة في أي نشاط مباشر أو غير مباشر أو غير مألوف تقوم به روسيا، لأنها نشاطات لا ترقى الى مستوى حرب»، مضيفا، أنه لهذا السبب، تعمل دول الحلف على «تحديد ما يمكن أن يؤدي الى تفعيل المادة الخامسة» من المعاهدة التأسيسية للحلف الأطلسي، التي تنص على أن تهب الدول الأعضاء لنجدة إحداها في حال وقوع اعتداء.

وأشار سكاباروتي الى أن موسكو تعمل بشكل عام بطريقة «ملتبسة، مما يجعل اتخاذ قرار صعبا».

وفتحت «البنتاغون» في قاعدة جوية بولاية كولورادو «مركزا وطنيا للدفاع عن الفضاء» عام 2015 بطاقم صغير، مكلفا مراقبة وحماية الأقمار الاصطناعية الأميركية لتحديد المواقع.