وسط حالة حزن عارمة على وفاة ضابط الدرك الفرنسي أرنو بلترام، الذي حل محل الرهائن في متجر في تريب، متأثراً بجروحه، عكف المحققون أمس على تحديد ظروف الاعتداء الذي تبناه تنظيم «داعش» وقتل منفذه رضوان لقديم الفرنسي من أصل مغربي.

وغداة إعلان المدعي العام، فرانسوا مولان، اعتقال امرأة على صلة بمنفذ الهجوم، أكد مصدر قضائي أمس أن الشرطة أوقفت شخصاً ثانياً يعتقد بأنه على صلة بلقديم المعروف لدى أجهزة الأمن لصلته بالمتطرفين. وأوضح مصدر آخر أن المعتقل الثاني شاب من مواليد عام 2000 وهو من أصدقائه.

Ad

وأعلن وزير الداخلية جيرار كولومب، أمس، وفاة الضابط بلترام، الذي كان يصارع الموت بعد إصابته بالرصاص داخل المتجر في بلدة تريب، قبل أن تدهم قوات الشرطة الخاصة المكان وتقتل بلقديم، الذي كان قد اقتحم المتجر وهو يصيح «الله أكبر».

وأشاد الرئيس إيمانويل ماكرون بالضابط الذي «مات بطلا»، وقال في بيان إنه «يستحق أن يحظى باحترام الأمة وحبها، لقد برهن على بسالة وتفان لا مثيل لهما».

وبوفاة الضابط ارتفع إلى 4 عدد قتلى الهجمات، التي خلفت كذلك 15 جريحاً. وكتب كولومب في حسابه على «تويتر»، «لقد غادرنا اللفتنانت كولونيل أرنو بلترام. لقد مات في سبيل وطنه. فرنسا لن تنسى بسالته أبداً. أعبر بقلب يملؤه الأسى عن وقوف البلد بأجمعه مع عائلته وأقربائه وزملائه» الدركيين. توفي بلترام عن 45 عاماً، وكان متزوجاً وليس لديه أولاد.

ونفذ لقديم، الذي كان يحمل سلاحاً نارياً وسكينا هجماته على 3 مراحل، بدءاً من سرقة سيارة في كاركاسون بعد قتل راكب وإصابة السائق بجروح خطيرة. ثم في مكان غير بعيد أطلق النار على شرطي خارج دوام عمله وأصابه بجروح. ثم دخل متجراً في تريب على بعد نحو 10 كلم من كاركاسون، حيث احتجز رهائن وقتل شخصين.

ومع وصول الشرطة عرض الضابط بلترام أن يأخذه رهينة مقابل الإفراج عن بقية المحتجزين وترك هاتفه مفتوحاً على طاولة، فأتاح لزملائه معرفة ما يجري في داخل المتجر.

وفي الساعة 14:20 فتح لقديم النار على الضابط وطعنه عدة طعنات، فأصابه بجروح خطيرة. عندها تدخلت وحدة من النخبة، واقتحمت المتجر وقتلت المهاجم.

وهذه الاعتداءات هي الأولى في فرنسا منذ تلك التي نفذت في الأول من أكتوبر في محطة سان شارل دو مارساي في الجنوب، وخلفت قتيلين.

وقال المهاجم إنه يريد «الموت من أجل سورية»، ودعا إلى «تحرير إخوته»، وفق النائب العام. ومن بين هؤلاء سمى صلاح عبدالسلام، الوحيد الذي لا يزال حياً من منفذ اعتداءات 13 نوفمبر والمسجون قرب باريس.

وأعلن مولان توقيف امرأة «قريبة» من رضوان لقديم، «كانت تعيش معه»، موضحا أن العشرات من المحققين يتابعون القضية، وأن الاستخبارات فتحت ملفاً للمنفذ منذ 2014 بسبب «ارتباطه بالتيار السلفي».

وقد حكم عليه قبل ذلك في مايو 2011 بالسجن شهر مع وقف التنفيذ «لحمل سلاح ممنوع». ثم قضى شهرا في السجن في أغسطس 2016 بعد إدانته بتعاطي المخدرات.