مصر| محاولة لاغتيال مدير أمن الإسكندرية تسبق انتخابات الرئاسة
• القضاة يتسلمون مظاريف الاقتراع... والجيش يراقب جواً
• السيسي: ثبتنا الدولة واستعدنا الاستقرار
عشية بدء تصويت المصريين في الانتخابات الرئاسية، التي استنفرت القوات المسلحة لتأمينها، نجا مدير أمن الإسكندرية من محاولة اغتيال أسفرت عن مقتل شرطيين، في وقت تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن استراتيجية فترته الأولى لمواجهة التحديات.
قبل يومين من انطلاق الانتخابات الرئاسية داخل مصر، نجا مدير أمن محافظة الإسكندرية، اللواء مصطفى النمر، من محاولة اغتيال في المدينة الساحلية أمس، بعد انفجار عبوة ناسفة وضعت أسفل سيارة على جانب الطريق، انفجرت أثناء مرور موكبه، وأسفر الانفجار عن مقتل شرطيين وإصابة 4 آخرين.وقالت وزارة الداخلية المصرية، في بيان عبر صفحتها على "فيسبوك"، إن الهجوم استهدف مدير الأمن أثناء عبوره بسيارته شارع المعسكر الروماني بدائرة قسم شرطة سيدي جابر.وكلف النائب العام، المستشار نبيل صادق، نيابة أمن الدولة العليا والنيابات المختصة بالتحقيق في الواقعة، وأمر بسرعة مخاطبة جهاز الأمن الوطني لطلب تحرياته عن العمل الإرهابي الذي استهدف موكب مدير الأمن، وسرعة انتداب المعمل الجنائي لمعاينة موقع الحادث واتخاذ اللازم لتفريغ الكاميرات المجاورة بالموقع لتحديد هوية الإرهابيين.
وبينما قال شهود عيان إن الانفجار هز منطقة شرق الإسكندرية مع تصاعد أعمدة من الدخان الأسود، أكد مصدر أمني أن الهجوم متوقع في إطار المعلومات المتوافرة لدى وزارة الداخلية بوجود عناصر وجماعات إرهابية تسعى إلى إفساد مشهد الانتخابات الرئاسية، ومحاولة ترهيب المصريين من أجل منعهم من النزول إلى صناديق الانتخاب.بدوره، قال الخبير الأمني مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد نورالدين، إن العملية الإرهابية محاولة بائسة لترهيب المصريين ومنعهم من النزول إلى صناديق الانتخابات بعد غد، مشدداً على أن الأعمال الإرهابية تسعى إلى إثبات وجود الجماعات الإرهابية التي تعرضت لهزيمة ساحقة في سيناء على يد قوات الجيش والشرطة.
إفساد وترويع
وتوالت الإدانات للحادث من الأحزاب المصرية المختلفة، ودان الأزهر الشريف، بأشد العبارات، الانفجار الإرهابي، وشدد في بيان رسمي على أن تلك الأعمال الإجرامية تعد من الإفساد في الأرض، لما فيها من ترويع للآمنين وبث للفوضى والذعر، داعيا الشعب المصري إلى الوقوف بكل قوة خلف مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها القوات المسلحة والشرطة الباسلة، حتى يتم القضاء على شراذم تلك العصابات الإرهابية.ورأى مفتي الديار المصرية، د. شوقي علام، أن مثل هذه الاعتداءات الآثمة لن تثني الشعب بكل فئاته وطوائفه عن المشاركة بقوة في الانتخابات الرئاسية واستكمال مسيرة البناء والتنمية، داعيا جموع الشعب إلى وحدة الصف والتكاتف ودعم القوات المسلحة والشرطة بكل قوة في حربهما ضد جماعات الضلال والغدر والإرهاب.الجيش والقضاة
في غضون ذلك، بدأت أمس فترة الصمت الانتخابي، تمهيدا لانطلاق عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية غدا، في حين تسلّم القضاة الذين يشرفون على عملية التصويت المظاريف الانتخابية التي تتضمن بطاقات الاقتراع وكشوف الناخبين ومحاضر الفرز، على أن يتوجه القضاة إلى لجانهم بداية من اليوم، ونشرت القوات المسلحة صورا لنقل القوات الجوية عددا من القضاة إلى لجان في المحافظات الحدودية أمس.تأمين الانتخابات
وألقت القوات المسلحة بثقلها خلف عملية تأمين الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى، إذ أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة، تامر الرفاعي، نزول القوات المسلحة أمس إلى الشارع المصري لمشاركة قوات الشرطة في تأمين العملية الانتخابية، عبر الانتشار الميداني بحسب الخطة الموضوعة لتأمين مقار اللجان الانتخابية، وتأمين المنشآت الحيوية، تحسبا لأي محاولات تخريب.وقال المتحدث في بيان رسمي: "مع استمرار نجاحات أبطال القوات المسلحة والشرطة خلال عملية المجابهة الشاملة سيناء 2018، وتحقيقا لتطلعات أرواح الشهداء الذين ساهموا في حماية مصر وشعبها العظيم، اتخذت القيادة العامة للقوات المسلحة كل الترتيبات والإجراءات المرتبطة بمعاونة وزارة الداخلية في تنظيم أعمال التأمين لانتخابات الرئاسة على مستوى الجمهورية، وتوفير المناخ الآمن للمواطنين للإدلاء بأصواتهم".وأضاف: "تشترك القوات المسلحة في تأمين العملية الانتخابية بعناصرها في نطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية وقيادات وهيئات وإدارات القوات المسلحة، وذلك بالتنسيق مع أجهزة وزارة الداخلية واللجنة العليا للانتخابات وكل الأجهزة المعنية بالدولة، وقد حرصت القيادة العامة للقوات المسلحة على التأكد من تفهّم جميع القوات المشاركة للمهام المكلفة بها لحماية المواطنين والتصدي لكل التهديدات التي يمكن مجابهتها خلال تأمين اللجان والمراكز الانتخابية، والتدريب على كيفية معاونة المواطنين والتصرف في مواجهة المواقف الطارئة بالتعاون مع قوات الشرطة".طائرات مراقبة
وأشار المتحدث العسكري إلى أن القوات المسلحة ستعمل على تأمين الانتخابات باستخدام طائرات المراقبة الأمنية والتصوير الجوي وسيارات البث المباشر، وذلك لنقل صورة حية للأحداث والإبلاغ الفوري عن أي أعمال تعرقل سير العملية الانتخابية إلى مركز العمليات الرئيس للقوات المسلحة والمراكز الفرعية بالمحافظات وبالجيوش الميدانية والمناطق العسكرية لاتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها، فيما أتمت الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية استعداداتها للانتشار والمعاونة في تأمين المواطنين في محيط المراكز والمقار الانتخابية.وبعيدا عن الانتخابات الرئاسية، مارس الرئيس السيسي مهامه، أمس، بافتتاح فعاليات المؤتمر القومي للبحث العلمي، وقال في كلمته خلال الافتتاح، إن بلاده تواجه تحديات عديدة في المرحلة الراهنة، ما بين الإرهاب "الذي أطل بوجهه القبيح خلال السنوات الماضية"، أو حالة عدم الاستقرار السياسي التي شهدتها مصر بعد عام 2011، ثم الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد، مؤكدا أن أول مهامه كانت "تثبيت أركان الدولة، وتقوية وترسيخ مؤسساتها، واستعادة الاستقرار"، ثم وضع استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب، مع النهوض بأوضاع الاقتصاد المصري، عبر مصارحة الشعب بالحقائق "وتعاهدنا جميعا على تحمل فواتير الإصلاح الاقتصادي".
شوقي علام: الاعتداءات الآثمة لن تثني الشعب عن المشاركة بقوة في الاستحقاق