كشف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته التي تستمر أسبوعين للولايات المتحدة، عن امتلاك المملكة نحو 5% من احتياطيات اليورانيوم في العالم، معتبراً أنها ثروة توازي النفط، ويجب استغلالها.

وفي اليوم الأخير له بالعاصمة واشنطن، اجتمع بن سلمان مع محرري صحيفة «واشنطن بوست» أمس الأول، وأطلعهم على الخطوط العريضة لبرنامج المملكة لاستغلال الطاقة النووية، مؤكداً أن المطالبة بعدم استغلال اليورانيوم تشبه «مطالبتنا بعدم استخدام النفط».

Ad

وحول الخطط المستقبلية وتطلعات المملكة النووية، أكد أن هدفه الأساسي هو القدرة على تخصيب ومعالجة اليورانيوم السعودي نفسه لاستخدامه في مفاعلات الطاقة، بدلاً من شرائه من الخارج، مشيراً إلى أن الرياض ستدعو الولايات المتحدة لتحديد القوانين والمنشآت لضمان «الاستخدام الصحيح» له.

وتناول بن سلمان مع محرري الصحيفة عدة قضايا، في مقدمتها الحرب باليمن، وعملية السلام في الشرق الأوسط، وإيران، وعملية الإصلاح الداخلي، إلى جانب حقوق الإنسان.

وتعليقاً على الاستثمارات السعودية في الأسلحة الأميركية، أوضح أن مهمته الأساسية في واشنطن هي كسب ثقة المستثمرين الأميركيين، إلى جانب الحصول على المساعدة التكنولوجية والتعليمية لدعم جهود الإصلاح في المملكة.

وعن منح المرأة السعودية العديد من حقوقها كقيادة السيارة وغيرها، قال الأمير الشاب إنه عمل جاهداً لإقناع المتحفظين بأن مثل هذه القيود ليست جزءاً من العقيدة الإسلامية، مشيراً أن «الإسلام دين عقلاني، وبسيط، يحاول البعض اختطافه».

وأشار إلى أن المناقشات الطويلة مع رجال الدين كانت إيجابية، مؤكداً أن «هذا هو سبب ارتفاع عدد حلفائنا في النخبة الدينية من يوم إلى يوم».

من جانب آخر، نفى بن سلمان تقارير إعلامية أميركية زعمت أنه سعى عندما التقى جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الرياض أكتوبر الماضي، للحصول على الضوء الأخضر لتنفيذ إيقاف المتهمين ضمن الحملة على الفساد في المملكة.

وشدد على أن حملة الإيقافات الأخيرة ضد الفساد قضية داخلية جرى التحضير لها على مدى سنوات، موضحاً أن «علاقته بكوشنر ضمن السياق الطبيعي للاتصالات الدبلوماسية بين البلدين، وأن لديه علاقات جيدة مع نائب الرئيس مايك بنس وآخرين في البيت الأبيض».

وعن قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قال إنها «خطوة مؤلمة، وإذا قمنا بحل مشاكل الشرق الأوسط فستصبح المنطقة أوروبا جديدة».

وبدأ ولي العهد السعودي زيارته للولايات المتحدة الثلاثاء الماضي بلقاء مع الرئيس ترامب وكبار المسؤولين في واشنطن، ثم غادر بعدها إلى نيويورك، على أن ينتقل منها إلى بوسطن، ثم الساحل الغربي، حيث سيتوقف في مدينتي لوس أنجلس وسان فرانسيسكو في ولاية كالفورنيا، ثم يتوجه إلى سياتل في أقصى الشمال الغربي للبلاد، ومنها إلى هيوستن في تكساس.

ومن المقرر أن يزور بن سلمان مدينة سياتل، الجمعة المقبل، إذ سيزور مقر شركة «بوينج» لصناعة الطائرات، كما سيجتمع بمؤسس شركة «مايكروسوفت» بيل غيتس، ومؤسس ورئيس شركة أمازون جيف بيزوس، وهو أغنى رجل في العالم. ومن المفترض أن يلتقي الأمير قيادات كبيرة في هوليود خلال زيارته لوس أنجلس، وفي سان فرانسيسكو، حيث السلكون فالي المقر الأكبر لصناعة التقنية في العالم، كما سيلتقي قيادات شركات كبرى مثل أبل.